"رويترز": كيف يُعيد تهديد ترامب بضرب نيجيريا ترتيب أولويات البنتاغون؟
تهديد الرئيس الأميركي لنيجيريا يأتي بعد يوم من إضافة إدارته أبوجا إلى قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" والتي تقول واشنطن إنها انتهكت الحريات الدينية.
-
عدد من الصحف الورقية في نيجيريا
عندما أطلق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تهديداً مفاجئاً هذا الأسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي بشن ضربات في نيجيريا، رد وزير دفاعه بسرعة: "نعم سيدي".
لكن العديد من مسؤولي البنتاغون، الذين تحدثوا إلى "رويترز"، وصفوا شعورهم بـ"الصدمة" من أوامر ترامب وهم يحاولون فهم أولويات الإدارة التي سلطت الضوء خلال الأشهر القليلة الماضية على قضايا كانت ذات أولوية مثل التجارب النووية والديمقراطية في فنزويلا وتجارة الكوكايين.
وكان مسؤولو البنتاغون يتوقعون على نطاق واسع أن تعطي إدارة ترامب الأولوية لأمن الحدود والقوة العسكرية المتنامية للصين والضغط على حلفاء "الناتو" لبذل المزيد من الجهد في مواجهة روسيا. لكن إعلانات ترامب في الأسبوع الماضي بشأن كل شيء بدءاً من التجارب النووية وحتى نيجيريا فاجأت كثراً، إذ بدت وكأنها تعيد ترتيب أولويات البنتاغون.
وقال مسؤول عسكري أميركي طلب عدم الكشف عن هويته تعليقاً على الإعلان النيجيري إنه "أعتقد أننا جميعاً نتعلم عن هذا في الوقت نفسه".
"لا توجد أوامر محددة من البنتاغون"
وكان ترامب اتهم، في منشوره مساء السبت على موقع "تروث سوشيال"، الحكومة النيجيرية بالسماح بقتل المسيحيين، وأمر البنتاغون بالاستعداد "لإجراء محتمل"، وحذّر من أن أي ضربات ستكون "سريعة ووحشية وفعّالة".
وعندما سُئل يوم الأحد عما إذا كان يتصور إرسال قوات برية أو ضربات جوية إلى نيجيريا، قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "ربما... أتصور الكثير من الأشياء". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن "الرئيس يستمع إلى العديد من مستشاريه الموثوق بهم في أي قضية. ومع ذلك، فهو صاحب القرار النهائي في جميع جوانب السياسة الخارجية - وهنا، كان دافعه اتخاذ إجراءات ضد التهديد الوجودي الذي يواجهه المسيحيون في نيجيريا".
وجاء تهديد ترامب بعد يوم من إضافة إدارته نيجيريا إلى قائمة "الدول المثيرة للقلق بشكل خاص" والتي تقول الولايات المتحدة إنها انتهكت الحريات الدينية.
وصرح مسؤول دفاعي بأن بعض العسكريين الأميركيين اشتبهوا في أن ترامب قد يتخذ إجراءً بعدما تحدث السيناتور، تيد كروز، عن المسيحيين في نيجيريا في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر. وزعم كروز أن المسؤولين النيجيريين سمحوا بما وصفه بـ"إبادة جماعية للمسيحيين" شملت قتل عشرات الآلاف على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. ومع ذلك، قال المسؤول الدفاعي إنه لا يعلم بوجود أي توجيه محدد لتنفيذ العمليات في نيجيريا.