رئيس أفريقيا الوسطى: أزمة الهجرة سببها نهب الغرب موارد القارة

بعد تدفق آلاف المهاجرين وخصوصاً الأفارقة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى يتهم على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة دول الغرب بالتسبب بأزمة الهجرة في القارة، عبر نهبه مواردها من خلال العبودية والاستعمار.

  • رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فاوستين أركانغ تواديرا يلقي كلمته في الجمعية العام للأمم المتحدة (أ ف ب)
    رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فاوستين أركانغ تواديرا يلقي كلمته في الجمعية العام للأمم المتحدة (أ ف ب)

اتّهم رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فاوستين أركانغ تواديرا، الغرب بالتسبب بأزمة هجرة في القارة، عبر نهبه مواردها الطبيعية من خلال العبودية والاستعمار.

وتطرق تواديرا على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى أزمة هجرة تواجهها جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي وصل إليها الأسبوع الماضي، آلاف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، ما وضع السلطات المحلية تحت وطأة أعباء تتخطى قدراتها، وتتسبب بقلق بالغ في الاتحاد الأوروبي.

وقال تواديرا إنّ "هؤلاء الشبان الذين يرمزون إلى حاضر قارتنا ومستقبلها، يسعون بشكل يائس للتوجه إلى بلدان القارة الأوروبية، - في إشارة إلى أي وجهة يمكن جمع ثورة فيها سريعاً -.

وأضاف أنّ "هذا التصعيد في أزمة المهاجرين هو إحدى العواقب المروعة لنهب الموارد الطبيعية للبلدان التي أفقرتها العبودية والاستعمار والإمبريالية الغربية، والإرهاب والصراعات المسلحة الداخلية".

وأشاد رئيس أفريقيا الوسطى بما تبديه وتبذله الدول المضيفة للمهاجرين من "تضامن وجهود كبرى"، لافتاً إلى وجوب "منح أفريقيا دوراً أكبر في حل أزمة الهجرة".

وشدد قائلاً: "على الأمم المتحدة الذهاب أبعد من التزامنا المشترك إحياء التضامن العالمي بإشراك بلدان أفريقية في البحث عن حلول عالمية لأزمات الهجرة والقضايا الوجودية التي يواجهها الشباب في القارة الأفريقية".

اللافت أنّ تصريحات تواديرا ناقضت بشكل كبير تلك التي أدلت بها رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جورجيا ميلوني، أمس الأربعاء، حين حمّلت مسؤولية الأزمة إلى "مهربي مهاجرين"، لافتةً إلى أنّ "أفريقيا هي في الواقع قارة غنية".

وسبق أن هاجم رئيس أفريقيا الوسطى الدول الغربية بشدّة، متهماً إياها بـ"الإبقاء على حالة عدم الاستقرار السياسي" من أجل "نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها، واحتجاز الشعب رهينة".

وتقع جزيرة لامبيدوزا على بعد أقل من 150 كيلومتراً من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا. لكن الجزيرة شهدت الأسبوع الماضي تدفّقاً كبيراً للمهاجرين، إذ وصل خلال ثلاثة أيام إلى سواحلها نحو 8500 شخص، أي أكثر من عدد سكانها، على متن 199 قارباً، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

غير أنّ لامبيدوزا لم تشهد ضغطاً بهذا القدر من ذي قبل، مع وصول معظم المهاجرين إلى إيطاليا أخيراً، والبالغ عددهم 11 ألفاً، إليها، وفق وزارة الداخلية.

وأمس الأربعاء، دار سجال فرنسي إيطالي جديد بشأن أزمة الهجرة التي لطالما مثلت موضوعاً شائكاً في العلاقات الإيطالية الفرنسية وحتى بين الأوروبيين، مع إعلان وزير الداخلية الفرنسي أنّ بلاده "لن تستقبل مهاجرين ممن وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا" الإيطالية، وهو موقف استفز حكومة روما.

وقبل أيام، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، دول الاتحاد الأوروبي إلى استضافة اللاجئين، وذلك خلال زيارة لجزيرة لامبيدوزا، رافقتها فيها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وكانت إيطاليا قد صادقت، في كانون الثاني/يناير الفائت، على أنّه "يتعين على السفن الخيرية أن تطلب الرسوّ في أحد الموانئ وأن تبحر إليها من دون تأخير بعد أيّ عملية إنقاذ، بدلاً من البقاء في البحر للبحث عن قوارب مهاجرين أخرى تقطعت بها السبل مثلما يحدث الآن".

واستنكرت منظمات خيرية تشارك في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر، هذه الإجراءات الصارمة المناهضة للهجرة، متهمةً إيطاليا بـ"السعي لتقليل الوقت الذي يمكن أن تقوم فيه السفن الخيرية بمهمات بحث وإنقاذ".

وسارع مسؤولون أوروبيون للاستجابة للأزمة، حيث من المقرر أن يجري رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، زيارة إلى الجزيرة، الأحد المقبل.

اقرأ أيضاً: وكالة الهجرة: نصف مليون طلب لجوء إلى أوروبا خلال النصف الأول من العام الجاري

اخترنا لك