جنود إسرائيليون أحرقوا مواد غذائية ومنازل وبنية تحتية حيوية قبل انسحابهم من غزة

جنود إسرائيليون أحرقوا مواد غذائية ومنازل ومحطة معالجة مياه صرف صحي حيوية في مدينة غزة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، ضمن سياسة اعتمدها "جيش" الاحتلال خلال عامين من الحرب.

0:00
  • قوات الاحتلال تشعل النيران في المنازل في قطاع غزة
    قوات الاحتلال تشعل النيران في المنازل في قطاع غزة

تعمّد "الجيش" الإسرائيلي افتعال موجة حرائق استهدفت البنية التحتية المدنية في مدينة غزة، وذلك في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أكد موقع "Drop site news".

ويأتي هذا التصعيد ضمن سياسة اعتمدها "الجيش" الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، وتقوم على إحراق وتدمير المباني الفلسطينية التي استخدمت كمقار مؤقتة للوحدات العسكرية الإسرائيلية، قبيل انسحابها منها.

وليلة 9 تشرين الأول/أكتوبر وصباح 10 من الشهر الجاري، مباشرةً بعد إعلان الاتفاق وقبل تصديقه من قبل مجلس الوزراء الإسرائيلي، شهدت مدينة غزة أوسع موجة حرق متعمد وثّقتها منظمة "دروب سايت نيوز" منذ بدء العدوان على القطاع.

وأظهرت معطيات المنظمة أن الحرائق نُفذت من قبل جنود من عدة ألوية من "جيش" الاحتلال، من بينها ألوية غولاني وجفعاتي وناحال ولواء هاشمونائيم المتشدد المُشكّل حديثاً.

ووفقاً للمنظمة فإن من بين أبرز المنشآت التي أُضرمت فيها النيران، محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الشيخ عجلين، والتي تُعد جزءاً أساسياً من البنية التحتية في غزة.

وفي هذا السياق، قال منذر شبلاق، المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، إن الهجوم "ضربة قد تدفع نظام الصرف الصحي في مدينة غزة إلى النقطة الصفر"، مشيراً إلى أن المحطة من أقدم المحطات في القطاع، وأن تدميرها سيؤخر جهود إعادة الإعمار لسنوات".

كذلك، نشر الجنود الإسرائيليون عشرات الصور ومقاطع الفيديو لمبانٍ مشتعلة أثناء انسحابهم من مدينة غزة باتجاه "الخط الأصفر"، المحدد في الاتفاق، والذي يقع داخل أراضي قطاع غزة.

وفي أحد المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر جندي من لواء "كفير" واقفاً أمام مجموعة من المنصات الخشبية المشتعلة، مرفقاً الصورة بتعليق: "قبيل المغادرة. نحرق الطعام حتى لا يصل إلى أهل غزة، لتُمحى أسماؤهم".

وفي تموز/ يوليو الماضي، وثّق المراسل الإسرائيلي يوفال أبراهام شهادات لجنود تحدثوا فيها عن أساليب الحرق المتعمد، إذ قال أحدهم: "كان كل منزل عربي دخلناه يحتوي على زيت زيتون، كنا نسكب الزيت على الأرائك، وعلى أي شيء قابل للاشتعال في الشقة، ثم نشعله أو نلقي قنبلة دخان. كانت هذه ممارسة شائعة".

اتفاق وقف إطلاق النار جاء بعد أشهر من الهجمات الإسرائيلية المركّزة على القطاع بهدف جعله غير صالح للسكن، من خلال تدمير المساكن والبنى التحتية، وأمعن الاحتلال بالهجمات من خلال التوغل البري في مدينة غزة وهدم الأبراج.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": هل يمكن للفلسطينيين أن يثقوا بترامب؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.