المقاومة تتصدى للاحتلال في جنين.. وارتفاع حصيلة العدوان إلى 9 شهداء وعشرات الجرحى

المقاومة الفلسطينية في جنين تتصدى لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تشن عدواناً غير مسبوق على المدينة ومخيمها، وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 9، بالإضافة إلى نحو 40 جريحاً. 

0:00
  • قوات الاحتلال توقف سيارات الإسعاف الفلسطينية للتفتيش أثناء إغلاقها الطريق في جنين - في 21 كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)
    قوات الاحتلال توقف سيارات الإسعاف الفلسطينية لتفتيشها في أثناء إغلاقها الطريق في جنين، في الـ21 من كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)

تواصل المقاومة الفلسطينية في جنين التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تشن عدواناً غير مسبوق على المدينة ومخيمها، بحيث أعلنت سرايا القدس، كتيبة جنين، "خوض مقاتليها معارك ضارية مع قوات الاحتلال في محاور القتال في المخيم، وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة"، محققين إصابات مؤكدة.   

وأشارت السرايا إلى أنّ مقاتليها "تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع kj37 في جرافة عسكرية، وإخراجها عن الخدمة، في محور الحصان، محققين إصابات مؤكدة".

وأعلنت كتائب شهداء الأقصى في جنين أنّ مقاتليها "يواصلون خوض اشتباكات مسلحة عنيفة مع قوات العدو المقتحمة مخيم جنين بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات الناسفة".

وأفادت مراسلة الميادين باستهداف ناقلة جند إسرائيلية بعبوة ناسفة في جنين، مشيرةً إلى أنّ قوات الاحتلال "تعمل على إخلاء الجرحى من موقع استهداف الآلية العسكرية". 

ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى

بالتزامن، أعلنت وزارة الصحة في فلسطين المحتلة، مساء اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين، شمالي الضفة الغربية، إلى 9 شهداء ونحو 40 جريحاً. 

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمها نقلت شهيداً من حارة الدمج، داخل مخيم جنين، بينما نقلت مصاباً بالرصاص الحي من جنين إلى المستشفى.

وعُرف من الشهداء، بحسب المصادر الطبية، معتز أبو طبيخ، ورائد أبو سباع، وأحمد شايب، وأمين زوايدة صلاحات، وخليل السعدي، وعبد الوهاب السعدي.

وفي سياق العدوان، الذي يشنه الاحتلال على جنين، حاصرت القوات الإسرائيلية منزلاً في بلدة تعنك، شمالي غربي المدينة، واستهدف قصف جوي إسرائيلي حارة الصفوري، في مخيم جنين. 

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنّ "جيش" الاحتلال دفع مزيداً من الآليات والتعزيزات إلى جنين، بينما تقوم جرافات الاحتلال بتجريف الطرق والبنية التحتية في المدينة وتخريبها. 

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين ومخيمها، في وقت سابق اليوم، في عدوان غير مسبوق، ترافقها جرافات عسكرية، بالتزامن مع تحليق طائرات الاحتلال المسيرة في الأجواء، التي قصفت مركبة فارغة قرب مدرسة الزهراء في محيط مخيم جنين، بينما أطلقت طائرات الأباتشي الرصاص في سماء المخيم.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل دخانية بكثافة داخل مخيم جنين، مع استمرار إغلاق مداخله. واستولت على منزل وحولته إلى نقطة عسكرية داخل خلة الصوحة في المخيم، وجرفت شوارع في جبل أبو ظهير، وواصلت دفع تعزيزاتها العسكرية إلى محيط المخيم.

وأعلن "جيش" الاحتلال شنّ عدوان على مدينة جنين ومخيمها، وسط تهديدات من وزراء في حكومة الاحتلال بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية. 

وتواصل قوات الاحتلال، منذ يوم أمس، نصب بوابات حديدية عند مداخل بلدات وقرى في الضفة الغربية، ضمن سياسة تشديد الحصار على المحافظات كافة، وتقطيع أوصالها، وتحويلها إلى "مناطق معزولة"، وتقييد حركة المواطنين، وفرض عقوبات جماعية عليهم.

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ديراستيا، شمال غربي سلفيت، في الضفة الغربية. 

كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط، شمالي القدس المحتلة، في سياق عدوانها على الضفة الغربية المحتلة.

"اجتياح إسرائيلي" 

ووصف محافظ مدينة جنين، كمال أبو الرب، لـوكالة "فرانس برس"، عملية "جيش" الاحتلال الإسرائيلي بـ"الاجتياح لمدينة جنين والمخيم".

بدوره، قال رئيس الهيئة الفلسطينية لمقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، إنّ "من الواضح أنّ هناك حملة إسرائيلية حكومية لدعم المستوطنين في الضفة الغربية، بعد أن هدأت الامور في غزة".

ووصف المحلل والكاتب السياسي، جهاد حرب، ما يجري في جنين بأنّه "رشوة للوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش واليمين المتطرف للبقاء في الحكومة، بعد اعتراضهما على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".

فصائل فلسطينية: جدر الاحتلال الحديدية ستتحطم في جنين

وفي هذا السياق، استنكرت فصائل فلسطينية إطلاق الاحتلال عملية "الجدار الحديدي" في جنين، بحيث أكّدت حركة حماس أنّ هذه العملية العسكرية، التي يشنها الاحتلال، "ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة".

ودعت حماس، في بيان، إلى النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين، وإسناد المقاومين، لمواجهة البطش الصهيوني. 

وقالت الحركة إنّ "ما يثير الاستغراب سلوك أجهزة السلطة، التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوماً للمخيم، وتعطيلها الاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطيرة بحق المناضلين والمقاومين".

بدورها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ إطلاق عملية "الجدار الحديدي" في الضفة المحتلة هو "حلقة في سلسلة الإبادة الشاملة، التي يشنها الكيان الغاصب ضد شعبنا الفلسطيني".

وأضافت الحركة أنّ هذا العدوان الوحشي والهمجي "يعبّر عن المأزق الذي يعيشه الاحتلال، بعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة، في محاولة يائسة لإنقاذ ائتلافه الحكومي المترنح بفضل صمود شعبنا، وبهدف تعكير أجواء فرحة أهلنا في الضفة بإجبار العدو على تحرير جزء كبير من أسراهم، تعويضاً من الصدمة والألم اللذين خيما على الكيان".

وقالت إنّ مجاهديها من كل الكتائب "يخوضون، جنباً إلى جنب مع كل قوى المقاومة، أروع الملاحم في مواجهة هذا العدوان الجائر، من جنين إلى سائر المدن والمخيمات، ولن يرى العدو منهم إلا البأس، ولن يذوق إلاّ طعم الخيبة".

من جانبها، شدّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أنّ جرائم الاحتلال في الضفة "تستدعي تصعيد المقاومة وكل أشكال النضال الوطني". 

وقالت إنّ "الشعب الفلسطيني يمتلك من الخبرة النضالية ما يؤهله للتعامل مع ممارسات الاحتلال وإفشالها"، داعيةً إلى مواجهة الاحتلال بكل السبل. 

أمّا لجان المقاومة فقالت إنّ الهجوم الصهيوني والعدوان البربري الهمجي على مخيم جنين "دليل واضح على نهج الكيان الصهيوني الإجرامي ومخططاته الاغستئصالية الفاشية بحق شعبنا".

وأكّدت أنّ "أوهام العدو الصهيوني وجدره الحديدية ستتحطم في جنين، كما تحطمت وتكسرت سيوفه الحديدية في غزة"، حيث "ستبقى جنين البطولة والثورة خزان المقاومة الذي لا ينضب، ولن تفلح كل اشكال العدوان متعددة الأوجه في كسر إرادة شعبنا ومقاوميه".

وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان، إنّ العدوان المتواصل من جانب "جيش" الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والعملية الأخيرة التي أطلقها "جيش"، والتي ترافقت مع تشديد حصار المدن عبر الحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنتية والمزيد من تقطيع أوصال الضفة، "كلها إجراءات لن تجدي نفعاً ولن يتمكن الاحتلال من تحقيق هدفه من ورائها في كسر شوكة المقاومة المتصاعدة في الضفة وفي شمالها بشكل خاص".

وأكّدت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ "العدوان الصهيوني على الضفة اليوم يأتي ليعكس حجم الأزمة والفشل أمام إرادة شعبنا في غزة، وانتقاماً من محاولات انتزاع الفرحة بتحرير الأسرى من أهلنا هناك، الذين خرجوا رغماً عن إرادة الاحتلال الغاشم". 

اقرأ أيضاً: عودة أسرى إلى الضفة الغربية ترعب الاحتلال.. إجراءات أمنية خشية من تصاعد الهجمات

اخترنا لك