"فايننشال تايمز": هل يصمد نظام العقوبات الأوروبي على روسيا بدون واشنطن؟

صحيفة بريطانية تتناول نظام العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وآخرها الحزمة الـ16، وتشير إلى أنّ المفاوضات الأميركية الروسية الأخيرة قد "تغير هذا الوضع"، وأنّ رفع العقوبات قد يكون جزءاً من الاتفاق.

0:00
  • "فايننشال تايمز": رفع العقوبات عن روسيا في المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة قد يكون جزءاً من الاتفاق

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتحركان منذ 3 سنوات، في خطوة واحدة فيما يتصل بفرض العقوبات على روسيا، ولكن "هذا قد يتغير".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع روسيا قد "تغيّر هذا الوضع"، لافتةّ إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، على "وضع الأساس للتعاون المستقبلي في الفرص الاقتصادية والاستثمارية".

وقال روبيو في وقت لاحق، إنّ "الاتحاد الأوروبي سوف يضطر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في مرحلة ما فقط، بسبب العقوبات التي يفرضها"، مضيفاً أنّ المضمون كان واضحاً: "إنّ رفع العقوبات قد يكون جزءاً من الاتفاق".

وفي السياق، قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إنه "يتعيّن علينا أن نواصل المضي قُدماً في طريقنا بشأن أوكرانيا، على الرغم مما يختار أي حليف آخر القيام به".

وتساءلت "فايننشال تايمز": لكن هل تظل عقوبات الاتحاد الأوروبي فعّالة إذا بدأت الولايات المتحدة في تخفيف عقوباتها؟ مشيرةً إلى أنّ مسؤولي الاتحاد الأوروبي اعترفوا منذ فترة طويلة بأنّ "التهديد بالانقطاع عن الدولار الأميركي كان السلاح الرئيس في ترسانة مجموعة الدول السبع الكبرى عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ".

وتابعت الصحيفة البريطانية، أنّ دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي تلقّوا إشارات تفيد بأنّ "الولايات المتحدة تعتزم الإبقاء على عقوباتها سارية المفعول في الوقت الحالي، بل وحتى تعزيزها"، مردفةً أنّ دبلوماسي ثانٍ من الاتحاد الأوروبي قال: "مصادرنا في واشنطن متشددة بشأن العقوبات".

ورأت الصحيفة أنّ هذا الأمر يبدو أنه "يتعارض صراحةً مع الهدف المعلن للإدارة الأميركية بتحسين التعاون الاقتصادي مع روسيا"، وأنّ المسؤولين الأوروبيين يعترفون بأنّ الإشارات الصادرة عن واشنطن "ليست متّسقة بشكل عام".

ورجّحت "فايننشال تايمز" أنه إذا رفعت الولايات المتحدة تدابيرها، أو حتى أشارت إلى أنها لم تعد تهتم بالالتفاف عليها، فقد "تتمكن روسيا من استغلال الثغرة الهائلة التي تركتها في الجدار المالي العالمي"، الذي بُني في السابق حولها للعودة إلى العمل كالمعتاد في العديد من المجالات، كما يخشى المسؤولون، وفق الصحيفة.

وأمس الأربعاء، وافق الممثلون الدائمون لـ27 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي على  الحزمة السادسة عشرة من العقوبات ضد روسيا على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، حسبما أفاد مصدر في وفد إحدى الدول الأوروبية إلى مجلس الاتحاد الأوروبي لوكالة "تاس" الروسية.

وبعد ذلك، سيتم نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي وسيدخل حيّز التنفيذ.

وفي السياق، نقلت صحيفة "بوليتيكو"  الأميركية عن مسؤولين ودبلوماسيين أوروبيين قولهم إنّ دول الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى بحر البلطيق تعمل على تطوير "تدابير قانونية" تسمح لها بتنفيذ عمليات احتجاز جماعية للسفن الروسية التي يُزعم أنها تنتمي إلى "أسطول الظل" الروسي.

اقرأ أيضاً: موقع أميركي: لماذا تأتي العقوبات على روسيا بنتائج عكسية؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك