"الأطول في التاريخ".. الإغلاق الحكومي الأميركي مستمر وتحذيرات من الفوضى
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة يكاد يصبح الأطول في التاريخ، بعدما دخل أمس الثلاثاء يومه الخامس والثلاثين، معادلاً الرقم القياسي المسجل خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى.
-
الإغلاق الحكومي الأميركي مستمر.. وتحذيرات من الفوضى
يكاد الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة أن يصبح الأطول في التاريخ، بعدما دخل أمس الثلاثاء يومه الخامس والثلاثين، معادلاً الرقم القياسي المسجل خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى، في حين حذرت إدارته من أن حركة الطيران قد تشهد فوضى إذا استمر الشلل، في فترة من السنة تكون فيها المطارات الأكثر ازدحاماً.
الإغلاق الحكومي مستمر
ومن غير المتوقع أن تحصل أي اختراقات كبيرة قبل دخول الشلل أسبوعه السادس، رغم بعض المؤشرات المتواضعة في الكونغرس إلى أن المخرج من الأزمة أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون خلال مؤتمر صحافي في مبنى الكابيتول: "سأكون صريحاً معكم. باعتقادي، لم يكن أحد يتوقع أن يستمر (الإغلاق) كل هذه المدة".
وبات نحو 1.4 مليون موظف فيدرالي، من مراقبي الحركة الجوية إلى حراس الحدائق، في إجازة قسرية من دون أجر، وبعضهم اضطر إلى مواصلة العمل من دون مقابل.
اقرأ أيضاً: إغلاق الحكومة الأميركية يوقف تحديثات السفارات على الإنترنت ويقلّص عملياتها
تحذيرات من فوضى النقل
ودقّت إدارة ترامب ناقوس الخطر الثلاثاء في شأن إمكان حصول فوضى في حركة النقل الجوي إذا استمر الإغلاق أسبوعاً آخر، إذ سيُفاقم نقص الموظفين ويؤدي إلى طوابير انتظار في المطارات وإغلاق أجزاء من المجال الجوي.
وقال وزير النقل الأميركي شون دافي في مؤتمر صحافي عقده في فيلادلفيا: "إذا مددتم (الأزمة) أسبوعاً من اليوم، أيها الديمقراطيون، فسترون فوضى عارمة... وتأخيرات كثيرة في الرحلات الجوية".
وأضاف: "سترون إلغاءات كثيرة، وقد نغلق أجزاء معينة من المجال الجوي، لأننا ببساطة لا نستطيع إدارتها لعدم توافُر مراقبين للحركة الجوية".
ويعمل أكثر من 60 ألف مراقب حركة جوية وموظف في إدارة أمن النقل من دون أجر بسبب الإغلاق الحكومي. وسبق للبيت الأبيض أن نبّه إلى أن تزايد تغيّب هؤلاء عن عملهم قد يؤدي إلى فوضى في طوابير تسجيل الوصول.
وكان تذرُّع عمال المطارات بالمرض بدلاً من العمل من دون تقاضي أجورهم عاملاً رئيسياً في إنهاء ترامب إغلاق عام 2019 الذي كان الأطول واستمر 35 يوماً.
اقرأ أيضاً: بعد تهديدات ترامب: بدء تسريح موظفين اتحاديين خلال الإغلاق الحكومي
الديمقراطيون يرفضون التنازل
وفي هذا السياق، شدد الديمقراطيون على أن السبيل الوحيد لكي يصوتوا لإعادة التمويل، وبالتالي إحياء الإدارات الحكومية، هو التوصل إلى اتفاق في شأن مطالبهم بتمديد الدعم الذي يجعل التأمين الصحي في متناول ملايين الأميركيين، لكن الجمهوريين أصروا على أنهم لن يتفاوضوا مع الديمقراطيين إلا بعد إنهاء الإغلاق.
وفي حين لم تُبدِ قيادات كلا الجانبين رغبة تُذكر في التنازل، يسعى عددٌ من الديمقراطيين المعتدلين إلى إيجاد مخرج.
وكشفت مجموعة مستقلة من الحزبين، تضم أربعة أعضاء وسطيين في مجلس النواب، عن إطار توافقي لخفض تكاليف التأمين الصحي.
ويرى الديمقراطيون أن ملايين الأميركيين الذين سيشهدون ارتفاعاً هائلاً في أقساط التأمين الصحي السنة المقبلة سيضغطون على الجمهوريين للسعي إلى التوصل لحل وسط، لكنّ ترامب تمسك بموقفه الرافض للتفاوض، وقال لشبكة "سي بي إس" الإخبارية في مقابلة عُرضت الأحد إنه "لن يخضع للابتزاز".
اقرأ أيضاً: ترامب يهدّد بخفض الوظائف إذا لم ينهِ الديمقراطيون الإغلاق الحكومي
ترامب يخفض الإعانات الغذائية
وأعلنت إدارة ترامب الاسبوع الفائت أن الإعانات الغذائية لنحو 42 مليون أميركي ستُخفّض في تشرين الثاني/نوفمبر، للمرة الأولى منذ 60 عاماً، قبل أن تمنع محكمتان اتخاذ خطوة من هذا النوع، لكن ترامب أصرّ الثلاثاء، في تحد واضح لأوامر القضاء، على أن المساعدات الغذائية لن تُصرَف إلا بعد انتهاء الإغلاق الحكومي.
وأعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشل" أن الإفادة من برنامج "سناب" ستُمنح "فقط عندما يفتح الديمقراطيون اليساريون المتطرفون الحكومة، وهو ما يمكنهم فعله بسهولة، وليس قبل ذلك!"، إلاّ أن الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أكدت خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء أن الحكومة ستلتزم قرارات المحكمة.
وأضافت: "على المستفيدين من برنامج سناب أن يدركوا أن تَسَلُّم هذه الأموال سيستغرق وقتاً، لأن الديموقراطيين وضعوا الإدارة في موقف غير مقبول".
يذكر أن الإغلاق بدأ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر عندما فشل الجمهوريون والديموقراطيون في الاتفاق على خطة إنفاق موقتة تحافظ على التمويل الحكومي. وأدى الإغلاق إلى تجميد برامج الرعاية الاجتماعية، ومن بينها الإعانات الغذائية التي يفيد منها ملايين الأميركيين.