إبراهيم عبد المجيد "لم ينسَ" ميدان التحرير
في روايته الجديدة "قبل أن أنسى أني كنت هنا"، يعود الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد إلى ميدان التحرير وشوارع وسط القاهرة، وذلك من خلال المزج بين الواقع والفانتازيا.
عاد الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد إلى ميدان التحرير وشوارع وسط القاهرة، وما دار هناك في 25 كانون الثاني/يناير 2011 ليصيغ أحدث رواياته "قبل أن أنسى أني كنت هنا"، والتي تدور بعد ست سنوات من هذا التاريخ.
تبدأ الرواية التي يمزج فيها المؤلف بين الواقع والفانتازيا بالشاعر والصحفي نور قنديل، الذي تزوج نجوان بعد أن مات حبيب كل منهما أمام عينيه في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس حسني مبارك، حيث يجد كل منهما العزاء في الآخر وينجبان ابنتهما الوحيدة نهاوند.
الرواية الصادرة في 183 صفحة من القطع الصغير عن "بيت الياسمين للنشر والتوزيع"، هي الرواية الــ 18 لعبد المجيد، إضافة إلى 5 مجموعات قصصية وبعض الكتب الأخرى في أدب الرحلات والمسرح.
وإذا كانت الرواية السابقة التي أصدرها عبد المجيد في 2017 "قطط العام الفائت"، تناولت الفكرة ذاتها من حيث استحضار شبان ميدان التحرير والتساؤل عن سبب قتلهم وأرواحهم الهائمة في الميدان، فإن هذه الرواية أخذت منحى أكثر واقعية من سابقتها رغم مزجها أيضاً بين الواقع والفانتازيا.
فبينما سردت الرواية السابقة تفاصيل المواجهة بين حاكم يريد إعادة الزمن للوراء وشبان تحولوا إلى قطط، تأخذ الرواية الجديدة منحى إنسانياً خالصاً يسلط الضوء على من عاصروا انتفاضة 25 يناير في ميدان التحرير، وفقدوا أحبائهم هناك وكيف مضت بهم الحياة خلال السنوات التالية.
ويقول عبد المجيد في إحدى الفقرات بالرواية على لسان البطل "هذه الثورة إذا كان لها ذنب فهو أنها فرقت بين الأحبة. ليس مهماً أنها فشلت. ليس مهماً أنها غيرت في الإنسان المصري، ليس مهماً أنها أظهرت جيلاً جديداً واسع الأحلام. ليس مهماً أي صواب فعلته أو أي خطأ. وليس مهماً من الذي فعل ذلك الآن. الثورة وأعداؤها كلاهما أراد الانتصار فدفع الأحباء الثمن. أجل فرقت الثورة بين الأحبة".