منظمات الإغاثة تحذّر من "أزمة جوع تاريخية" في بعض مناطق السودان

في ظلّ الحرب المستمرة منذ نيسان/أبريل الماضي في السودان، إضافةً إلى الفيضانات التي شهدتها أخيراً، وانتشار بعض الأمراض، منظمات إغاثية كبيرة تدق ناقوس الخطر من أزمة مجاعة "تاريخية" في السودان، بحسب المنظمات.

0:00
  • منظمات الاغاثة تحذّر من
    منظمات الإغاثة تحذّر من "أزمة جوع تاريخية" في السودان (أرشيف)

حذّرت ثلاث منظّمات إغاثة كبرى تعمل في السودان من أزمة جوع ذات مستويات "تاريخية" تشهدها البلاد، حيث أُجبر العديد من العائلات في المناطق التي تحاصرها قوات "الدعم السريع" على أكل أوراق الأشجار والحشرات، مندّدةً بموقف "اللامبالاة" الذي يتخذه المجتمع الدولي.

وفي بيان مشترك للمنظمات،  قال كلّ من المجلس النروجي للاجئين،  والمجلس الدنماركي للاجئين، ومؤسسة "ميرسي كوربس" العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في السودان "تشهد تلك المناطق أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة. ومع ذلك، فإنّ الصمت يصمّ الآذان ويموت الناس من الجوع كلّ يوم".

وأضافت المنظّمات: "إننا ندعو المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى معالجة أزمة الجوع الهائلة داخل البلاد"، لافتةً إلى أنّ "الاهتمام والتحرّك الدوليين أقل من اللازم ومتأخران للغاية، وحتى الآن لم يتمّ تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلا بنسبة 41 في المئة".

وتابعت: "من المستحيل أن تعبّر الكلمات عن مستوى المعاناة التي تحمّلها الشعب السوداني في الأشهر الأخيرة، ولا بدّ أن تنتهي هذه اللامبالاة".

وبحسب ما جاء في بيان المنظّمات فإنّ "أكثر من 25 مليون شخص في السودان - أكثر من نصف سكان البلاد - يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، مشيرةً إلى أنّ "العديد من العائلات أُجبرت على أكل أوراق الأشجار أو الحشرات"، وموضحةً أنّ الحرب "دمّرت قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية"، إضافة إلى تدمير المرافق الصحية الهشّة أصلاً.

اقرأ أيضاً: بعد الكوليرا.. ظهور مرض "الصميق" سريع العدوى في السودان

ومنذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حرباً مستعرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها "قد تصل إلى 150 ألفاً".

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسبّبت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

وكانت هيئة تدعمها الأمم المتحدة أصدرت مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، تقريراً يفيد بأنّ "مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة، وعاصمة ولاية شمال دارفور، يشهد مجاعة"، والذي تحاصره قوات "الدعم السريع".

وأشارت الهيئة أيضاً إلى أنّ "العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية" بسبب الحصار المضروب على المخيم وعلى مدينة الفاشر من "الدعم السريع".

وشهد السودان أخيراً فيضانات، ما أدّى إلى ارتفاع الأضرار في المنازل إلى نحو 86 ألفاً، بحسب حصيلة رسمية جديدة، وحالة الطوارئ مستمرة.

اقرأ أيضاً: إلى جانب الحرب.. السيول تلتهم ما تبقى من حياة السودانيين

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.