من غزة: إمّا نحن أو نحن

"هذه الأرض لا تتسع لهويتين إمّا نحن أو نحن،.. فلسطينية أنا فلسطينية الدم والروح والهوية"، كلمات دونتها طفلة فلسطينية على صفحتها، بينما يتصاعد العزم الفلسطيني الكامن في صدور أطفال غزة رغم الجرائم.. فيغدو ومضاتٍ يحفظها التاريخ.

0:00
  • من غزة: إمّا نحن أو نحن
     "فلسطينية أنا فلسطينية الدم والروح والهوية" (الصورة: من صفحة الطفلة جويرية عدوان)

من منّا لم تدمع عيناه وينعقد لسانه، أمام هول  مشهديات أشلاء أطفال غزة وهي تُنتشل من تحت الركام، صور أطفال كانوا يلعبون ويغنون قبل أن تقصفهم طائرات العدو...

هو الاحتلال الذي لم يترك بشراً أو حجراً، حقده وصل إلى المقابر فقصف الأضرحة والقبور.. 

هو المحتل الذي يخاف الأطفال فيقتلهم، ويخشى "الحياة" فيحاول وأدها!

في عيد الطفل العالمي، تستمر "إسرائيل" في غيّها وإمعانها في استهداف وقتل وتجويع ومحاصرة الأطفال، لا بل بمنع الأوكسجين والعلاج والطبابة عنهم، وملاحقتهم إلى المستشفيات كما فعلت مع الأطفال الرضّع الخدّج.

اقرأ أيضاً: ها هم الأطفال الخدج الذين قطع الاحتلال عنهم الأوكسجين؟

تستهدف "إسرائيل" الأطفال الفلسطينيين منذ عام 1948، فقد أيدّ ديفيد بن غوريون وحرّض في مذكّراته على قتل النساء والأطفال الفلسطينيين، مانحاً في الوقت ذاته مكافأة لكل امرأة يهودية تلد طفلها العاشر، وهذه الحوافز كانت لضمان استثناء الفلسطينيين من ذلك.

واستخدم الاحتلال الأطفال دروعاً بشرية خلال الانتفاضة الثانية وما تلاها من صعود للمقاومة، كإجبار الأطفال على السير أمام جنود الاحتلال خلال المواجهات والاشتباكات مع المقاومين وأثناء اقتحام المنازل بحثاً عن المقاومين.

رغم كل ذلك، يغبّ الطفل الفلسطيني، من معين تجذّر أجداده وأهله بأديم وباطن الأرض، باثاً وعلى سجيته البريئة روح الانتصار على جيش مدججٍ بأعتى الأسلحة الفتّاكة.

أيّ سرّ  في تكوين هؤلاء الصغار الأبطال؟

فهذه ومضة لأطفالٍ من غزة وهم ينشدون ويغنون "حلوة يا بلدي"،  ببراعة تخطف القلوب والألباب، رغم آلة الموت والدمار.

من  مدرسة الإيواء وسط الدمار: "حلوة يا بلدي"

ففي مشهد في وجه المآسي، أظهر مقطع فيديو مجموعة من الفتيات الفلسطينيات داخل إحدى مدارس الإيواء التي دمرتها الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة، وهن يغنين أغنية "حلوة يا بلدي" للفنانة داليدا. هذه الأغنية، على الرغم من العدوان المستمر  والحصار والتجويع والمعاناة اليومية.

"الشاعرة الصغيرة": لا نستسلم

أمّا الطفلة جويرية عدوان، فقد شكّلت حالة من منبرها عبر "انستغرام"، عبر نشرها لمنشورات فيها مقاطع شعر وغناء وتمثيل ورسم وغيره.

"الشاعرة الصغيرة" تقول أن إلقاء الشعر عندها هو وسيلتها للتعبير عمّا في داخلها، وهي تعتبر أنها أمست مؤثرة مع رفاقها الأطفال  لإيصال صوت الحقيقة إلى العالم.

"هذه الأرض لا تتسع لهويتين ، إمّا نحن أو نحن".  تؤكد جويرية، كما يقول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

وتضيف "قَد يكون بداخلنا وجع كَبير وحزن يسيطر علينا وقلق موجع ،وَلكَنْ ﻻ‌نستسلَمْ".

 
 
 
 
 
عرض هذا المنشور على Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎جويرية عدوان‎‏ (@‏‎juwayriya208‎‏)‎‏

من أطفال غزة إلى جنوب لبنان

وانتشر أيضاً فيديو لطفلين يغنيان الصمود والعزة من غزة، عبر توجيه أغنية "عابَ مجدَك" لأهل لبنان وجنوبه، للفنانة اللبنانية "جوليا"