معرض "أرضي" من كل لبنان: عطاء يواكب المقاومة

معرض "أرضي" يعود بعد غياب بحلّته الجميلة المليئة بالألوان والأصناف والروائح العطرة، مقدّماً صورة مشرقة للبنان الحضاري المنتج المتكافل المتعاون.

  • معرض
    معرض "أرضي" من كل لبنان (الصور :سارة سعد)

من الأرض ومن خيراتها إلى كل لبنان،  يعود معرض "أرضي 2022" ويحطّ رحاله في الضاحية الجنوبية لبيروت ليجمع في "ستانداته"  تعب ومجهود مزارعين وحرفيين من كل لبنان بمناطقه ومحافظاته في مكان واحد.

هنا تعرض المنتجات ويتم بيعها من المنتج إلى المستهلك مباشرةً بعد انقطاع دام لمدة عامين، بسبب جائحة كورونا، وهو يلاقي إقبالاً منقطع النظير ، وبحسب ما كشفه المسؤول الإعلامي في مؤسسة "جهاد البناء" عادل أحمد لـ الميادين نت فإن عدد الزوار بلغ خلال 3 أيام فقط  72000 زائر،  من دون أن نحسب الحشد الكبير يوم الافتتاح.

عاد معرض "أرضي" بحلّته الجميلة المليئة بالألوان والأصناف والروائح العطرة، ولم يقتصر على عرض المواد الغذائية والمونة  والحلوى المنزلية فقط، بل أفرد مساحات للألوان والإبداع مع  اللوحات والرسومات التي تشدّك وتأخذ من وقتك، فضلاً عن الذهب والإكسسوارات ولن ننسى الصابون والشمع وعقد الخرز التي تزيّن أيادي المارة من صغارٍ وكبار.

  • مونة بلدية في المعرض
    مونة بلدية في المعرض

 "كما بادرت المقاومة ولم تنتظر الدولة، في هذا الملف أيضاً نحن على هذه ‏القاعدة بادرنا منذ سنوات عديدة وطويلة، الأخوة والأخوات في مؤسسة "جهاد البناء" هم في المواقع الأمامية ‏في هذه الجبهة، كلّ شيء له جبهته، في الإعلام هناك جبهة كما في الثقافة وفي السياسة كما في الجبهة ‏العسكرية تماماً، في هذه الجبهة بالنسبة إلينا من طرفنا من طرف "حزب الله" تقف المؤسسة في ‏الخط الأمامي وفي الجبهة الأمامية، طبعاً تبذل اقصى الجهود الممكنة بما يتناسب مع الكادر البشري ‏والامكانات المادية المتاحة لها".

هذا جزء من كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال افتتاح  معرض "أرضي" لهذا العام، وهو ما ينهض شاهداً على أهمية وجدوى "المقاومة" في كافة المجالات.

  • السيد نصر الله: نحن نشجع على الانتاج
    السيد نصر الله: نحن نشجع على الانتاج

المشهد مختلف هذا العام

 انطلق معرض أرضي للمرة الأولى في العام 2007 وكان الهدف منه تشجيع المزارعين والمنتجين والصناعيين ودعم المنتجات الوطنية وخصوصاً القطاع الزراعي، لكن  المشهد اليوم من المعرض مختلف هذا العام....

فبسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان والضيق الذي يشعر به اللبنانيون، كان لا بد من عودة "أرضي"،  فهو يلعب دوراً كبيراً في تحريك العجلة الاقتصادية وذلك من خلال عرض المنتجين أنتاجهم مباشرةً الى المستهلك النهائي دون إلزام المزارع بالتوجه للأسواق الكبيرة أو التجّار من أجل بيع منتجاتهم.

زرع البسمة

الأسعار  في المعرض الممتد على مساحة 4000 متر مربع منطقية وبمتناول الجميع، حيث لم يقتصر دوره على بيع المنتجات على اختلافها، بل قام أيضاً بزرع البسمة على وجوه كل من قصده، وأفرد مساحات للثقافة والإطلاع وللأطفال،  وفق مقولة "أمل رغم الألم".

لك أن لا تبتاع، ولكنك ستتعرّف لا بل ستتذوّق  المنتجات الموجودة وستتعرّف الى منشأ زراعتها وتحضيرها، وربما تقصد أصحاب المشاريع الصغيرة في قراهم وبلداتهم لتصبح زبوناً دائماً لهم، وهذا من النقاط الايجابية التي يوفّرها المعرض.

زدّ على ذلك فإن "أرضي" يشكّل "رافعة"  للاقتصاد اللبناني... وقد تستقي قصصاً نادرة وفريدة عن المونة والنكهات المختلفة، وربما تصل إلى تعلّم حرفةٍ ما، أو على الأقل التعرّف إلى شرائح واسعة من المجتمع اللبناني فالمعرض المتنوع الشامل لا يقتصر على البيع والشراء فقط بل يتخلله أيضاً العديد من النشاطات الفنية والثقافية بالتعاون مع جمعية "إبداع"، كما تقام سحوبات "التومبولا" يومياً.

  • حرف وكتب ولوحات في معرض
    حرف وكتب ولوحات في معرض "أرضي"

إضافةً الى كل ذلك، فإن المنتجات التي تعرض في "أرضي" تتميز بجودتها ونوعيتها، حيث أن كل منتج يخضع لإشراف لجنة الجودة والنوعية التابعة للسوق منذ المراحل الأولى للإنتاج، وصولاً إلى "ستاندات" العرض التي بلغ عددها حوالى 333  ستاند يعرض عليها أكثر من 5600 صنف من المنتجات الزراعية والحرفية، كما النباتات والمنتجات الغذائية.

يذكر أن وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، زار المعرض  وأثنى على "جودة المنتوجات وأهمية مثل هذه الصناعات اليدوية لأنها تسهم في تعزيز الصناعات المحلية".

كما زار السوق وفد من "التيار الوطني الحر" ممثلاً بالدكتورة جومانة سليلاتي التي أشادت بـ"وحدة وترابط الشعب اللبناني في عرض خيرات هذه الأرض".

 

في 4 آب/أغسطس 2020 دوى الانفجار وغطى الغبار شوارع بيروت، تفجرت شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وتغير شكل المدينة منذ ذلك الوقت، شهداء وجرحى ودمار.. تصاحب ذلك مع أسوأ أزمة اقتصادية سياسية عاشها لبنان.