عيناك تكشف عمرك البيولوجي الحقيقي.. كيف؟
علماء من كندا وبريطانيا ينجحون في دراسة تحديد عمر الشخص البيولوجي الحقيقي والأمراض المرتبطة بصحته عن طريق عينيه فقط ومن دون أي فحوص معقدة.. كيف؟
-
الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين يمكن أن تكشف عن مدى سرعة الشيخوخة البيولوجية للإنسان
تخيّل أنّ نظرة واحدة في عينيك قد تكشف عن قلبك، صحتك، وسرّ عمرك البيولوجي.. فقد توصلت دراسة حديثة إلى أنّ العين ليست فقط نافذة للروح، بل أيضاً مرآة دقيقة لعملية الشيخوخة داخل الجسد.
تشير الدراسة إلى أنّ الأوعية الدموية الدقيقة داخل العين يمكن أن تكشف عن مدى سرعة الشيخوخة البيولوجية للإنسان، وعن احتمالية إصابة الشخص بأمراض القلب. هذه الأوعية الصغيرة في شبكية العين تعكس حالة الأوعية الدموية في بقية الجسم، ما يجعل العين نافذة طبيعية يمكن من خلالها "رؤية" صحة الدورة الدموية دون الحاجة لأي تدخل جراحي أو فحوص معقدة.
Scientists Can Now “See” Aging Through Your Eyes | https://t.co/z9OJ12qtmU
— SciTechDaily (@SciTechDaily1) October 26, 2025
وفي هذا السياق، تقول الدكتورة ماري بيجيير، الأستاذة في جامعة "ماكماستر" بكندا، إنّ "ربط صور الشبكية بالجينات وعينات الدم أتاح لهم فهماً أعمق للعلاقة بين الشيخوخة وصحة الأوعية".
وتضيف أنّ "التغيرات في الأوعية الدموية في العين غالباً ما تعكس التغيرات التي تحدث في الأوعية الصغيرة في باقي الجسم".
Researchers at Edith Cowan University (ECU) have recently developed a new way to measure biological age and find out how old you really are, and it might not be what you’d expect. https://t.co/potHY7s7QN
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) October 27, 2025
دراسة شملت أكثر من 74 ألف شبكية وبيانات جينية دموية
اعتمدت الدراسة على تحليل صور الشبكية والبيانات الجينية والدموية لأكثر من 74 ألف شخص من أربع دراسات عالمية كبرى، من بينها الدراسة البريطانية UK Biobank والدراسة الكندية CLSA.
وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين كانت الأوعية الدموية في أعينهم أقل تشعباً وأكثر بساطة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، كما أظهرت تحاليلهم الحيوية مؤشرات على الشيخوخة السريعة، مثل ارتفاع الالتهابات وانخفاض مؤشرات طول العمر.
ويأمل العلماء أن يُستخدم فحص العين مستقبلاً كطريقة بسيطة وسريعة لتقييم مخاطر أمراض القلب والشيخوخة، بدلاً من إجراء العديد من الفحوص المختلفة كما هو الحال الآن.
البحث في الأسباب الجزيئية
إلى جانب الصور والبيانات، حلل الباحثون عينات الدم والبيانات الجينية لمعرفة الأسباب البيولوجية وراء هذه التغيرات. واكتشفوا بروتينات مرتبطة بعملية الالتهاب والشيخوخة الوعائية، أبرزها MMP12 وIgG–Fc receptor IIb، واللتان قد تشكلان أهدافاً محتملة لتطوير أدوية تبطئ من شيخوخة الأوعية الدموية وتقلل من أمراض القلب.
تُعد نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تطوير فحوص جديدة وغير جراحية للكشف المبكر عن الشيخوخة وأمراض القلب. فربما يصبح فحص العين في المستقبل أداة طبية أساسية لتقييم صحة الإنسان العامة وطول عمره المحتمل.