رغم التحديات.. مهرجان "الميناء" يثري أجواء مدينة طرابلس اللبنانية

رئيس لجنة محمية جزيرة النخل عامر حداد يشدّد على استمرارية إقامة هذا الحدث السنوي رغم كل الظروف، و التحديات التي يعيشها البلد، و يثني على دور محمية جزر النخل من بين المحميات المنتشرة في بحر الأبيض المتوسط.

0:00
  • رغم التحديات.. مهرجان الميناء يثري أجواء مدينة طرابلس اللبنانية
    رئيس لجنة محمية جزيرة النخل عامر حداد يوزع الشهادات

شهدت الميناء بطرابلس اللبنانية الدورة الثالثة لـ"المهرجان السياحي الرياضي البحري" من ضمن فعاليات "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، وشاءت أحوال الطقس أن تبعد بين فاعلياته المتنوّعة بين أنشطة فنية وثقافية وتراثية برّاً، ورياضية ومائية بحراً جرت في محمية جزر النخل.

جرى الحفل البحري المائي على جزيرة النخل، أو محمية النخل البحرية، ورعت الحفل لجنة المهرجان، بالتعاون مع بلدية الميناء، وبتنظيم من جمعية التربية البيئية، وكشافة البيئة.

قدمت الاحتفال زهرة السيد وتخللته عروض فنية، وعروض فنون قتالية يابانية من أندية الميناء الرياضية في حضور مدربين من  الاتحاد الوطني للجيدو و الايكيدو، كما جرى سباق سباحة من فئتي الصغار و الكبار على طول الشاطئ الرملي  للجزيرة.

بعض الرسامين، والمصوّرين، قدموا مبادرات فنية مرتجلة، وعُرضت أعمالهم في الجزيرة، وكانت غالبيتها من وحي بيئي عن الطيور المقيمة، واللاجئة للمحمية. 

وبالمناسبة كرّمت لجنة المحمية الراحل نهاد الزيلع كنائب رئيس سابق للجنة محمية جزر النخل الطبيعية، والذي كانت له مساهمة في تأسيس المحميّة، ومساعدتها، و قد استلم ابنه هنيبعل الزيلع شهادة التقدير. 

ختاماً، تم توزيع الميداليات على الفائزين، ثم قام الحاضرون بجولة سياحية من قبل مرشدات السياحة التابعة لفريق عمل لجنة محمية جزر النخل الطبيعية.

المهرجان براً

وكان المهرجان قد انطلق قبل ذلك في مدينة الميناء القديمة في شارع الدكتور يعقوب اللبان وجورج دوماني الذي أطلق عليه سياحيّاً اسم شارع "مينو"، وقد تحوّلت الأحياء خلاله الى معرض متنوع يتضمن الصناعات الحرفية، واليدوية، والمنتجات الغذائية المحليّة، والألبسة التراثية، والأكسسوارات النسائية، والصناعات المنزلية من المونة الشتوية، والمربيات، والعسل، والعصائر على انواعها.

كذلك تخلل المهرجان بعض النشاطات البحرية، والفنية، والترفيهية لرسم البسمة على وجوه ابناء المدينة والزائرين، وإعطاء المهرجان بعداً اجتماعياً واقتصادياً وسياحياً.

الرافعي: الهدف إبراز المكتنزات والمورثات الثقافية

وقالت إيمان الرافعي-القائمة بأعمال بلدية الميناء- إنه "رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا لبنان، قررنا إحياء مهرجان عام 2024  بنشاطات متنوعة: بيئية، وثقافية، وبحرية، وموسيقية، ورياضية، ليكون هذا النشاط بمثابة تحية لوطن الأرز، وإعلاء لرسالة مفادها تمسكوا بوطنكم".

أضافت: "مهرجان الميناء البحري السياحي بنسخته الثالثة يهدف الى ابراز المكتنزات والمورثات الثقافية، وشوارعها التراثية التي تتميز بها مدينة الميناء القديمة، اضافة الى محمية جزر النخيل الطبيعية، وهدفنا من كل ذلك جذب السياح من مختلف المناطق الى مدينة الموج والافق، وتنشيط الاقتصاد المحلي."

تعاونت على إقامة المهرجان، إلى جانب لجنة المحمية، العديد من فعاليات المدينة، والفنادق، والمقاهي، وبيوت الضيافة، والجمعيات الناشطة في الحقل الثقافي، والاجتماعي، والبيئي، والرياضي، والفني، وجمهور المدينة. 

وتولت جمعية "رمان" الموسيقية، ومؤسسة ورشة 13، ومركز "مرسح" الثقافي ، تنظيم العروض الموسيقية في المدينة، وأقام قطاع المرأة في "جمعية العزم والسعادة" معرضاً في "بيت الفن".

توما: تعبير عن ثقافة الانفتاح

وألقى منسق المهرجان ابراهيم توما كلمة نوّه فيها بالأجواء الجميلة بين الفنادق، وبيوت الضيافة، والمدارس، والمقاهي، والمطاعم، والجمعيات الثقافية، والموسيقية، وهو تعبير عن ثقافة الانفتاح لأن طرابلس والميناء لطالما كانتا منفتحتين على الحياة والفرح والسلام".

مضيفاً إنه "رغم كل ما يحصل اليوم من ضائقة اقتصادية، ورغم تضامننا مع أهلنا في الجنوب، لا بد من أن نكمل الحياة بتلاق مع الجميع."

بعد الافتتاح، جال المشاركون في أرجاء المعرض على وقع الموسيقى وأنغام فرقة الزفة، واطلعوا على المعروضات وما تقدمه الجمعيات المحلية وابناء المدينة والمؤسسات السياحية، واستمعوا الى بعض المعزوفات والمقطوعات الموسيقية من الفنانين المنتشرين في الفنادق السياحية والشوارع والاحياء الداخلية والتراثية.

حداد: الجزيرة باتت إحدى أهم الأماكن لتكاثر السلاحف

رئيس لجنة المحمية المهندس عامر حداد شدّد على استمرارية إقامة هذا الحدث السنوي قبيل نهاية الصيف رغم كل الظروف، و التحديات التي يعيشها البلد، و أثنى على دور محمية جزر النخل من بين المحميات المنتشرة في بحر الأبيض المتوسط، ولفت في تصريح ل"الميادين نت" أن المحمية منذ نشأتها، وحتى اليوم، أحدثت تغييراً كبيراً في الحياة البيئية البحرية، والحيوانية، والطيور، وعاد النخيل للنمو عليها بعد أن قضى عليها العدد الكبير من الأرانب التي جرت مكافحتها في وقت سابق”.

 وقال إنه منذ بدأت تطبيقات قوانينها لحماية الحياة، لاحظنا عودة العديد من الحيوانات التي هجرتها سابقاً مثل فقمة البحر، والدولفين، والسلاحف التي عادت للتبييض في الجزيرة، لا بل باتت الجزيرة إحدى أهم الأماكن لتكاثر السلاحف لأنها تستطيع حماية بيوضها في الرمل من اعتداءات الطيور الكاسرة، ولأن الوصول إلى الجزيرة ممنوع إلا في أوقات محددة من السنة”.

كما لوحظ عودة الكثير من الطيور، منها المقيم، ومنها العابر الذي يتخذ من الجزر محطة استراحة، وتكاثر لدى بعض منها.

وأبدى تأكيده على أهمية تنفيذ بعض المشاريع المختصة بها برعاية وزارة البيئة، و إشراف، وتنفيذ من لجنة محمية جزر النخل.