تجربة مثل الخيال.. علماء يكتشفون طريقة تجعل الجلد شفافاً!

في خطوة يمكن أن تُحدث ثورة في مجال الطب والرعاية الصحية، تمكن علماء في الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً من تحويل جلد فئران إلى مادة شفافة.. فما أهمية هذا الابتكار؟

0:00
  • دراسة أميركية: علماء يكتشفون طريقة تجعل الجلد شفافاً
    دراسة أميركية: علماء يكتشفون طريقة تجعل الجلد شفافاً

تمكّن علماء في الولايات المتحدة من استخدام مادة في تجربة لجعل جلد فأر شفاف، فيما يبدو كحدث في أفلام الخيال العلمي، وفقاً لدراسة جديدة منشورة في مجلة "Science" العلمية.

وبحسب التجربة، من خلال ضخّ مزيج من الماء ومادة تسمى "التارترازين" Tartrazine، تحوّل الجلد الموجود على جماجم وبطون الفئران الحية إلى مادة شفافة من دون الإضرار بها.

وبمجرد انتشار صبغة "التارترازين" ذات اللون الأصفر بالكامل في الجلد، أصبح الجلد شفافاً خلال بضع دقائق. ويتم عكس ذلك التأثير بغسيل المادة حتى  يعود الجلد إلى حالته الطبيعية.

ووصف الأستاذ المساعد للفيزياء بجامعة تكساس الأميركية والمشارك في الدراسة، زيهاو أو، التجربة بأنها "تبدو وكأنها خدعة سحرية"، وفقاً لموقع شبكة (سي أن أن).

ويشرح زيهاو: "الصبغة الصفراء هي جزيء يمتص معظم الضوء وخصوصاً الضوء الأزرق والأشعة فوق البنفسجية. والجلد هو وسط مشتت للضوء. يحجب هذان العنصران (الصبغة الصفراء والجلد) منفردين معظم الضوء من المرور عبرهما. ولكن عندما وضعناهما معاً، وتمكّنا من تحقيق شفافية الجلد".

وعبر حقن المادة "السحرية"، تمكّن الباحثون مباشرةً من مراقبة الأوعية الدموية في سطح الدماغ عبر الجلد الشفاف للجمجمة. كما كانت  الأعضاء الداخلية في البطن  وتقلصات العضلات وحركة الأمعاء عبر الجهاز الهضمي مرئية للعين المجردة.

ويتطلّع العلماء إلى اختبار الأمر على البشر حيث يأملون في تطبيقه بمجال الرعاية الصحية، بهدف جعل الأوردة أكثر وضوحاً لسحب الدم والمساعدة في الكشف المبكر عن  سرطان الجلد.

ولكن في حالة التطبيق على البشر، ليس من الواضح حتى الآن حجم الجرعة المطلوبة من الصبغة أو الطريقة التي سيتم اتباعهالإيصال المادةلجلد الإنسان، والذي يُعد أكثر سمكاً بحوالى 10 أضعاف من جلد الفأر.

الجدير بالذكر أنّ تلك  الصبغة الاصطناعية تستخدم  في تحضير بعض المأكولات لإكسابها اللون الأصفر أو البرتقالي، كالحلويات والآيس كريم والمخبوزات. ولكن يحذّر باحثون من مخاطر صحية محتملة من هذه المادة حيث ربطت دراسات بين استهلاكها وصعوبات التعلم وانخفاض الانتباه لدى الأطفال، وفقاً لموقع شبكة "سي أن.أن".

ويقول زيهاو أو: "حتى الآن، اختبرنا الأنسجة الرخوة فقط، بما في ذلك الدماغ والعضلات والجلد. ولم نقم بالكثير من البحث مع الأنسجة الصلبة مثل العظام، لذلك لست متأكّداً مما إذا كنا قادرين على جعل الفأر غير مرئي تماماً".