"روحو عجهنم".. موظف الفندق للميادين نت: قلت "لا" لمهرجي الاحتلال

صعقت المفاجأة موظف الفندق في بيروت عندما سمع صوت مذيع قناة الاحتلال.. تماسك وردّ برباطة جأش.. فماذا يقول أيوب صالح لـ "الميادين نت"؟

"يا أهالي بيروت نحن خارجون لا تطلقوا النار"!

بهذه العبارة جابت مكبّرات الصوت التابعة للمحتل عام 1982 شوارع العاصمة اللبنانية، بعد أشهر قليلة من عمليات المقاومة بدءاً بعملية مقهى "الويمبي".

اقرأ أيضاً: جنود الاحتلال: يا أهالي بيروت نحن خارجون لا تطلقوا النار!

بيروت التي ينتصب تمثّال الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر مقابل بحرها.. تعرف كيف تقول لاءاته.. "لا صلح .. لا اعتراف.. لا مفاوضات" مع العدو..

هي بيروت نفسها التي خرجت منها قوات بحرية "المارينز" الأميركية مهرولة عبر برمائياتها إلى قطعها الحربية في البحر مرتين: عام 1958 وعام  1983..(مع قوات البحرية الفرنسية).

بيروت ذاتها التي تغلبّت على الفتن، ما غيّرت لون جلدها برغم المحاولات الحثيثية لنقلها إلى عالمٍ آخر.. 

اقرأ أيضاً: من تفجير "المارينز" إلى تشكيل "السرايا اللبنانية": معادلات جديدة للمقاومة

بيروت عاصمة لبنان العصيّ.. برغم التهديدات من جيش العدو بعد عدوان 2006، وعلى الرغم من محاولات "تدجينها وتطبيعها"!

إرباك العدو وخوفه

اليوم يشكّل لبنان "جبهة إسناد" رئيسية نصرة لأهل فلسطين وغزة، وتدافع فيه ثلاثية "المقاومة – الشعب -الجيش" عن الأرض في ظل الأطماع الإسرائيلية الدائمة.

أربكت جبهة الشمال "جيش" الاحتلال وشلّت حركته على الحدود مع لبنان، لا بل جعلت آلاف المستوطنين مهجّرين.. وبحسب "الإعلام الإسرائيلي"، هنالك حالات خوف من المستقبل، فالمستوطنون صرّحوا أنهم لن يعودوا حتى بعد وقف القتال!

يعكس إعلام العدو حالة التخبّط الداخلي، بين الوزارات والمؤسسات المعنية،  فقد  وصل المطاف بـ "سكان الشمال" إلى اعتبار أن "حكومتهم" غير آبهة بمصيرهم!

من هنا، لفت أسلوب السخرية والتهكّم الذي طبع إعلام العدو، ووصل إلى حد اتصال "استديو القناة 12" بفندق شهير في بيروت للسؤال عن إمكانية استقبال آلاف المستوطنين!

 
 
 
 
 
عرض هذا المنشور على Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎الميادين لبنان | Al Mayadeen Lebanon‎‏ (@‏‎almayadeenlebanon‎‏)‎‏

 

صالح لـ "الميادين نت": كلامهم استفزّني

 الميادين نت الذي تواصل مع أيوب صالح موظف الاستقبال في فندق سيزر بالاس - بيروت  لحظ مقدار التصميم والأنفة في نبرته، ومن دون تردّد أجابنا الشاب العربي المؤمن بأن عدونا يتحيّن الفرص لمحاولة تواصل واحدة مع عرب بغرض الادّعاء بأن هنالك من يتكلم معه، وهو الذي لم يلق في مصر والأردن مثلاً، أي ترحيب شعبي ولا تواصل مع الناس.

أيوب صالح شاب مدرك لما يدور حوله والوعي هنا أساس.. وهو يوصّف اللحظة كالآتي: "مثل أي يوم عمل عادي نتلقّى العديد من الاتصالات وهذا الاتصال بالتحديد ظننت أنه مزحة أو ما شابه ذلك، لذلك كرّرت السؤال، ولم أتوقّع أن يكون برنامجاً هزلياً لمهرّجين على الهواء في قناة العدو، وتفاجأت بالجواب الاستفزازي وكانت عبارتي التلقائية الفورية "روحوا على جهنم"  قليلة بحقّ ما يفعله المجرمون بالشعب الفلسطيني المظلوم".

بصراحة عندما أعاد الكلام ذاته "استفزّني"،  وبعدما سألته مرة ثانية أجابني بالعبارة نفسها  فاستفزتني وقاحته وصلافته، وهو يحاول أن يتكلّم بشكلٍ طبيعي، فكانت ردة الفعل صادمة لهؤلاء".

إدارة الفندق تبنّت موقفي

 و إذ أكد أن "أي شخص وطني يرى ما يحصل في فلسطين والجنوب اللبناني ستكون ردة فعله هكذا وأكثر "، كشف أيضاً أن إدارة الفندق البيروتي العالمي كانت ممتنّة وراضية لجوابه، وتبنّته على الفور ووقفت إلى جانب موظفها في ردّه المنطقي.

برغم الوهلة الأولى التي استوعبها صالح، وضع نصب عينيه فوراً، أن الردّ و"إحراج مجموعة من المهرّجين ببثّ مباشر على الهواء سيشكّل رادعاً قوياً لطرف يشكّك في صلابة موقفنا، خاصة وأنهم اعتمدوا طريقة مختلفة هذه المرة في محاولات "التحرّش". 

@almayadeentv مقطع فيديو متداول يُظهر قيام مذيع من "القناة الـ12" الإسرائيلية، بالاتصال بفندق "سيزر أوتيل" في #بيروت، عارضاً النزوح إليه بسبب المواجهات على الجبهة الشمالية ل#فلسطين المحتلة. وكان ردّ الموظف "روحوا على جهنّم". #الميادين #almayadeentok ♬ original sound - almayadeentv

فور وضع السماعة أخذتني أفكار كثيرة، جالت في رأسي مع قشعريرة ما، "بتوقّع إذا ما كان سبب اتصالهم هو اختبار معنوياتنا أو ليبيّنوا لجمهورهم ضعف موقفنا وهم هنا فوجئوا بالعكس".

الـ "لا" تنفع وهي سلاح..

وأكد الشاب المهذب المحبوب من الزملاء ومرتادي الفندق الواقع على شاطىء بيروت في جواب عن سؤال الميادين نت أن كلمة "لا" تنفع،  فمثل هذا التعبير  في هذا الوقت سلاح و الـ "لا" تؤكد للعالم مواقفنا الثابتة تجاه قضيتنا".

وختم الشاب أن "مواكبة الأحداث ومواجهة الذُباب الإلكتروني للعدو الذي يعمل على إظهاره بموقف الضحية بالرغم من كل المجازر التي يرتكبها، تعتبر مساهمة كبيرة ومسؤولية من قبل الشباب العربي والعالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

الاختصاصية طرّاف: تصرّف إعلام العدو يخفي مرارة

الاختصاصية النفسية ايمان طرّاف قالت لـ "الميادين نت" إن العدو يُظهر بهذه الحركة أمام الهواء مباشرةً فائضاً من الثقة بالنفس، لكنّه يُخفي مرارةً كبيرةً من عدم استطاعته، حتى الآن، حسم الحرب في ظل موقفٍ دوليٍّ لم يعد داعماً للحرب بالكامل وفي ظل خلافاتٍ داخليّةٍ حادة بين مكوّنات الحكومة الإسرائيليّة، وعدم استطاعته إعادة المستوطنين إلى غلاف غزة وشمال "إسرائيل".

وفي وقتٍ تقول فيه إن ما جرى هو " هروبٌ إلى الأمام وتغطية على الفشل بحيث يريد "الإعلام الإسرائيلي" أن يثبت قدرته على اجتياح لبنان وتوطين 50 ألف مستوطن، لكن من خلال حركة تقنية بسيطة لا تُضيف شيئاً إلى الواقع".

وتختم قولها بالآتي "لو كان الإسرائيلي منسجماً مع نفسه، ومع الواقع لما تجرّأ على قول هذا الكلام. وهذا يعني أنّ الاضطرابات النفسيّة تصيب الجميع لدى العدو".

وضجت وسائل التواصل بالتعليقات على ردة فعل صالح التلقائية:

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Hasan Atieh - حسن عطيه | Media & Marketing expert (@hasan_att)