معالم تخلد القضية الفلسطينية في تونس (فيديو)
فلسطين ليست مجرد قضية بل هي البوصلة، هذا هو لسان حال التونسيين، فهي حاضرة دائماً في البلاد، في فكرها وفنّها وسياستها، وأيضاً لها وجود في الساحات والنصب التذكارية، ويلفت وجود لافتة حديدية تشير إلى مسافة 3583 كلم تفصل مسافة العاصمة التونسية عن القدس.
لطالما كانت فلسطين بالنسبة للتونسيين على اختلاف توجهات تياراتهم الفكرية والسياسية والحقوقية والثقافية، قضية أمّة وقضية عقيدة لا يمكن التغافل عنها أو نسيانها، بل وأصبح هذا الموقف أكثر وضوحاً وثباتاً مع الأحداث التي تعيش على وقعها غزة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى.
وتجلّى ذلك من خلال مواقفها الرسمية وفي المحافل الدولية، وأيضاً عبر الرفض الشعبي القاطع للتطبيع مع "إسرائيل"، لذلك ليس من الغريب ان يتحرك الشارع التونسي منذ السابع من أكتوبر دعماً للمقاومة في غزة وما حققته في عمليتها النوعية، وتنديداً بالإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة وسياسة التجويع المنتهجة من قبل الاحتلال.
ساحات وجداريات تذكارية
لذلك يمكن القول وباختصار أن فلسطين حاضرة دائماً في تونس، في فكرها وفنها وسياستها، ويتجسّد هذا الحضور في تواجد الكثير من الساحات القديمة والحديثة في منطقة الكرم وسط العاصمة تونس والتي تقترن تسمياتها برموزٍ مقاومين ومناضلين كتبوا تاريخ النضال بالدم والشرف والعزة.
ولعل من بين هذه الساحات "ساحة باب المغاربة" وهي تعتبر تجسيداً لباب المغاربة التاريخي في البلدة القديمة في القدس المحتلة، إضافة الى الساحة الرمز "ساحة الحق الفلسطيني" التي أنجزتها بلدية الكرم التي تقع في الضاحية الشمالية لولاية تونس، وتم تدشينها يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر 2019، وتشمل العديد من الجداريات التي تجسّد النضال الفلسطيني و حق العودة والانتصار لقضايا الحرية والعدالة والعودة .
ساحة الشهيد الزواري: 3583 كلم عن القدس
كما تم تدشين "ساحة الشهيد البطل المهندس محمد الزواري" يوم 20 آذار/ مارس 2019 والذي اغتيل غدراً يوم 15 كانون الثاني/ ديسمبر 2016 امام منزله في محافظة صفاقس جنوب تونس.
وقد اقترن اسم "الزواري" بنجاح المقاومة الفلسطينية في اختراق الآلة العسكرية للاحتلال بالطائرات المسيّرة عن بعد، والتي طوّرها لدعم "معركة الفرقان" بأبابيل الرعب دفاعاً عن أرض فلسطين.
ويعتبر هذا المعلم الذي يميز تونس أكبر معلم خاص بالقضية الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي، حيث تم تشييده تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في رسالة تؤكد التزام التونسيين بالقضيّة الفلسطينية وايمانهم بالمقاومة وبالتحرير، وهو موقف يتمّ إثباته دائماً وفي كلّ مناسبة .