ما لا نعرفه عن دير البلح

أقام القديس هيلاريون (278-372م) أول دير في فلسطين بالداروم فسمّيت باسم دير البلح نسبة لهذا الدير والنخيل المنتشر حوله.

0:00
  • ما لا نعرفه عن دير البلح
    سميت بدير البلح لكثرة أشجار النخيل (الأناضول)

أكثر من 5000 عام من التاريخ مهدّد بسبب العدوان على غزة، فالقطاع هو "متحف في الهواء الطلق"، إذا أردنا أن نصدّق رينيه إلتر، عالم الآثار من منظمة Première Urgence غير الحكومية. منذ بداية "الصراع"، تعرّض التراث الأثري والتاريخي لقطاع غزة للقصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية.

وكان عالم الآثار الفرنسي يقوم بأعمال التنقيب والترميم مع فريقه الفلسطيني عندما اندلعت الحرب، قبل أن يتمكّن من مغادرة القطاع، لكن أعضاء فريقه الذي درّبه بقوا هناك، وهم من أبلغوه بألّا يعود. 

يعود أصل تسمية دير البلح بهذا الاسم لإقامة أول دير في فلسطين على أراضيها حيث أقامه القديس (هيلاريوس) المدفون في الحي الشرقي من المدينة، وسميت أيضاً بالبلح لكثرة أشجار النخيل التي تحيط بها، وكانت في القديم تعرف باسم (داروم) وهي كلمة سامية بمعنى الجنوب، وما زال مدخل غزة الجنوبي يعرف باسم باب الداروم. 

مدينة فلسطينية حالية، أنشئت في منطقة السهل الساحلي تتوسط قطاع غزة، وجنوبي مدينة غزة وعلى مسافة 14 كم عنها، بارتفاع لا يزيد عن 25 م عن مستوى سطح البحر.

تبلغ مساحة أراضي دير البلح 14735 دونم، تترواح مساحة أبنية ومنازل المدينة بين 7- 8 آلاف دونم من مجمل تلك المساحة.

أول دير في فلسطين

وبحسب موسوعة القرى الفلسطينية احتلّت دير البلح كما باقي وقرى مدن قطاع غزة خلال عدوان الخامس من حزيران/يونيو 1967 وبقيت تحت الاحتلال إلى أن تحرّرت منه بشكل كامل بحلول أيلول/سبتمبر 2005، باتت دير البلح منذ العام 1994 مركز المحافظة الوسطى بحسب التقسيم الإداري المعتمد من قبل السلطة الفلسطينية منذ ذلك التاريخ.

ودير البلح الداروم فتحها المسلمون سنة 13 هجرية على يد عمرو بن العاص، حيث أقام القديس هيلاريون (278-372م) أول دير في فلسطين بالداروم فسمّيت باسم دير البلح نسبة لهذا الدير والنخيل المنتشر حوله، والقديس مدفون في الحي الشرقي لمدينة دير البلح.

قلعة بـ 4 أبراج!

وزمن الحروب الصليبية ذكرت دير البلح باسم الداروم والدارون، وكانت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وقد أقام فيها عموري قلعة لها أربعة أبراج للدفاع عنها.

اقرأ أيضاً: عالم آثار فرنسي: تراث غزة مهدّد بالدمار

دير البلح عبر التاريخ سنة 1170م استعصى على القائد صلاح الدين الأيوبي دخولها، ولكنه عاد ودخلها بجيشه سنة 1177م بعد محاولات عديدة، وبذلك فهي أول مدينة حرّرت في فلسطين من أيدي الصليبيين.

وزمن المماليك أصبحت محطة للبريد بين مصر وغزة. في عام 1948 نزح إلى دير البلح أعداد كبيرة من الفلسطينيين التابعين إلى لواء غزة، والقليل من لواء اللد ويافا، واستقرّوا على ساحل دير البلح وعددهم 24 ألفاً.  

وفي سنة 1967 وقعت دير البلح في أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبعد احتلال قطاع غزة سنة 1967 أوقف خط السكك الحديدية، واقتلعت القضبان الحديدية والأخشاب، وبنيت مكانها العديد من العقارات والبيوت.