هذا نصر الله: "صانع التاريخ"
لا معنويات تداني طيف روح بسمتك المغروس في حنايانا، الراسخ أبداً في أنسجتنا وخبايانا، الحاني مدراراً على جراحنا وآلامنا، الرافد دوماً لدربنا وعزائمنا.
لا مهابة توازي مهابته الوهّارة، لا بسمة تضاهي بسماته التلقائية، لا بريق يداني بريق مقلتيه المتقدتين بالعطاء والإيثار، قد حباه الباري بـ "كاريزما" قلّ نظيرها، وحكمةٍ لم نلمس عند القادة مثيلاً لها.
"سيد شهداء الأمة".. يكفيك تيهاً وفخراً أنك شقّيت لنا الصخر ونزعت ديجور الظلام و كشحت عنا الظلمة لنرى مشكاة النور، بعدما كان الليل كالحاً مدلهماً!
سرت مطمئناً، إلى عزم رجالاتك، و"صبر وأناة" جماهيرك، ويقينك أن" النصر آت" بيقين استشهاد شبلك السيّد المجاهد هادي..
يخوننا اليراع على أديم الحبر المعفّر بآلام فقدك
في أربعينك نغبّ و نستلهم ونستذكر ونناجي.. وقد لا نستطيع الكتابة والتعبير فنستعيد، قد يخوننا يراعنا على أديم الحبر المعفّر بآلام فقدك، فيأتينا صوتك جهوراً مقداماً واثقاً كعادتك، ألا أصبروا فـ "بيئة المقاومة هي أهل الصبر والتحمّل وستكون دائماً في مواقع التضحية والصمود".
ابن بلدة البازورية في الجنوب اللبناني الولّاد للرجالات الأبطال ينهض بالحق وللحق، فينتصر له وبه ومعه..
إنّه ورغم شهادته، من تتعالى الهمم رهناً لإشارته، وتُرصّع الألسنة الهامات بذكره عند كل دعاء وابتهال وصلاة. إنّه من تُعرِّج له أفئدة الشباب والشيب بمصداقيته وصدقه وكنه سيرورته وصيرورته..
بزوغ شمس القادة على مدى الحُقب
هو رافع الناس إلى مراتب الرجال، لا بل إلى مصافِ المجاهدين.. فالآلاف الهادرة هم رهن إشارته وطوع بنانه وطيف روحه..
قد يجهد رؤساء وزعماء للتمثّل بـ "كاريزميته"، لنيل لقب "القائد الأممي". و" الملهم الروحي" وأخيراً "سيد شهداء الأمة".
المسؤولون كثر في هذا العالم، لكن القادة نادرون، فهم لا يأتون إلا مع بزوغ لا بل شروق شمس الأمم على مدى الحُقب.
"حبيب فلسطين" حتى الرمق الأخير
64 ربيعاً من المهابة والوقار، 6 عقود ونصف عقد من المصداقية التي ينشدها العدو قبل الصديق عند إطلالاته، هو شريف من أشراف الأمة لا بنسَبه فقط، بل بصدقه القاطع وجوهر إنسانه المنقطع النظير، وإنسانيته، وهو "حبيب" فلسطين والفلسطينيين الذي قدّم لهذه القضية مسيرة حياته وولده وروحه حتى الرمق الأخير.
إنه السيد حسن نصر الله "الأيقونة" التي ترشح من عينيه ومضات النصر والعزة.. هو الذي قاد أشراف العالم إلى "النصر الإلهي"، وجعل أعتى "جيش" في المنطقة "أوهن من بيت العنكوت".
"هو حاضرٌ في غيابه ولم يُنقِصْ منه احتجابُه عن الأنظار قيد أنملة من ذكراه في الوجدان. هكذا اختصرُ سماحته الذي باتَ أرزةً لبنانيةً نتّكئ عليها لِنستلهم سيادةً وكرامةً"، هكذا يقول وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى للميادين نت عن سماحة سيد شهداء الأمة.
اقرأ أيضاً: الوزير المرتضى: سماحة السيّد يُلهِم المقاومين في الجبهات
معه نقول، ومع الصوت الهادر، من المحيط إلى الخليج، ومع حرائر وأحرار العالم.. هيهات منا الخنوع، وهيهات منّا الخضوع.
لا معنويات تُداني طيف روح بسمتِك الغائر في حنايانا، الباقي أبداً في أنسجتنا وخبايانا، الحاني مدراراً على جراحنا وآلامنا، الرافد دوماً لدربنا وعزائمنا.
سنكتفي بما عبّر عنه إعلام الاحتلال قبيل استشهادك بأيام عندما قال: "نصر الله يصنع التاريخ"
والختام بعبرة وعَبَرة من كلمات الشاعر أنور نجم في "أوبريت: "يا أحرار العالم"، وهي من تأليف وتوزيع الموسيقار عبدو منذر، فيقول:
هذا السيّد
هذا القنديل البهّار
هذا الحامل سرّ النصر
هذا القائد يعرف أسرار الأشياء
يا أحرار العالم
خلف القائد سيروا
تحت ظلال السيد ثوروا
ثوروا ثوروا ثوروا