ارتفاع مشاكل ضعف الذاكرة لدى الشباب.. ما السبب؟

دراسة جديدة تُظهر أنّ مشاكل الذاكرة والتفكير تتزايد لدى الشباب الأميركي والبالغين دون الأربعين عاماً، ما يثير مخاوف الخبراء حول تداعياتها.. ما القصة؟

0:00
  • ارتفاع مقلق في مشاكل الذاكرة لدى الشباب.. ما السبب؟
     البالغون الأميركيون خصوصاً من هم دون سن الأربعين يواجهون صعوبات في الذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات

ارتفعت بشكل ملحوظ مشاكل الذاكرة لدى الشباب والفئات المحرومة والمهمشة، خلال العقد الأخير، ما يثير قلق الخبراء من أنّ استمرار هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والصحية.

ففي الولايات المتحدة الأميركية مثلاً، شهدت مشاكل الذاكرة والتفكير بين البالغين ارتفاعاً من 5.3% إلى 7.4% خلال العقد الماضي، مع زيادة أكبر بين الشباب وأصحاب الدخل ومستوى التعليم المنخفضين.

وسجل السكان  الأميركيون الأصليون وسكان ألاسكا الأصليون أعلى النسب.

وفي هذا السياق، يحثّ الباحثون على دراسة أعمق لفهم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وراء هذه الزيادة.

فقد نشرت مجلة "Science Daily" دراسة جديدة أظهرت أنّ عدداً متزايداً من البالغين الأميركيين، وخصوصاً من هم دون سن الأربعين، يواجهون صعوبات في الذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات.

وقال آدم دي هافنون، الباحث الدراسة، وطبيب وزميل الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب من جامعة "ييل" إنّ "مشاكل الذاكرة والتفكير من أبرز القضايا الصحية بين البالغين  في الولايات المتحدة".

وأضاف: "تُظهر دراستنا أنّ هذه الصعوبات تتزايد، خصوصاً بين الشباب"، وأنّ "العوامل الاجتماعية والاقتصادية لها دور كبير" في ذلك. 

تأثير الدخل والتعليم على صحة الدماغ

وربطاً بهذه الدراسة، تؤثر الفجوات في الدخل والتعليم بشكل واضح على صحة الدماغ، فالأشخاص الذين يقل دخلهم السنوي عن 35,000 دولار يكونون أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة والتركيز، حيث ارتفعت نسبتهم من 8.8% إلى 12.6% خلال عشر سنوات. أما أصحاب الدخل الأعلى من 75,000 دولار، فارتفعت المشاكل لديهم  من 1.8% إلى 3.9%.

وبالنسبة للتعليم، هناك فجوة مشابهة، إذ ارتفعت معدلات مشاكل الذاكرة والتركيز بين البالغين الذين لم يكملوا الثانوية العامة من 11.1% إلى 14.3%.

ووفقاً للدراسة التي نشرت  في  Neurology، تُظهر الدراسة أنّ الإبلاغ الذاتي عن الإعاقة المعرفية في الولايات المتحدة يتزايد بشكل مستمر، مع تفاوتات واضحة حسب العمر والعرق والدخل والتعليم والمنطقة الجغرافية. ورغم أنّ هذه الإعاقة لا تعكس بالضرورة  ضعف الإدراك  الموضوعي أو التشخيصات السريرية مثل الخرف، فإنّ انتشارها المتزايد يعكس اتجاهات مهمة في الصحة العامة.

وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ الفئات الأكثر تضرراً تشمل الشباب، و الأقليات العرقية، والفئات المحرومة اجتماعياً واقتصادياً، مما يُبرز الحاجة الملحة لتدخلات مستهدفة، وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية، ومعالجة المحددات الاجتماعية للصحة مثل التعليم والدخل والتمييز الهيكلي.

 اقرأ أيضاً: منحنى السعادة ينقلب رأساً على عقب.. الشباب باتوا الأكثر يأساً!

اخترنا لك