دراسة صادمة: السجائر الإلكترونية تشوه جماجم الأجنّة
دراسة حديثة صادمة تُظهر أضرار تدخين السجائر الإلكترونية وحتى من دون نيكوتين على جماجم الأجنّة وتشوّهها، إضافةً إلى الأضرار المعروفة سابقاً.. ماذا في التفاصيل؟
-
السجائر الإلكترونية تسبّب تشوّهات في نمو جماجم الأجنّة حتى عند استخدام الأنواع الخالية من النيكوتين
كشفت دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة PLOS One عن تأثيرات جديدة صادمة لتدخين السجائر الإلكترونية، والتي تتجاوز الأضرار المعروفة سابقاً، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.
فبعد أن ارتبطت السجائر الإلكترونية بتقصير العمر الافتراضي، وإتلاف حاسة التذوّق، وتراكم المواد السوداء في الرئتين، تظهر الدراسة الآن أنها قد تسبّب تشوّهات في نمو جماجم الأجنّة، حتى عند استخدام الأنواع الخالية من النيكوتين.
وأجرى باحثون من جامعة ولاية "أوهايو" الأميركية تجارب على فئران حوامل، عرّضوها لبخار السجائر الإلكترونية يحتوي على مزيج من "البروبيلين غليكول" و"الغليسرول" - وهما المكوّنان الأساسيان المسؤولان عن إنتاج البخار في هذه الأجهزة.
وكانت النتائج صادمة، حيث ظهرت على مواليد الفئران المعرّضة للبخار تشوّهات في الجمجمة تتمثّل في قصر طولها وضيق ملامح الوجه، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في الوزن عند الولادة.
-
ظهرت على مواليد الفئران المعرّضة للبخار تشوّهات في الجمجمة تتمثّل في قصر طولها وضيق ملامح الوجه
واللافت في الاختبارات أنّ هذه التأثيرات ظهرت بشكل أوضح عند استخدام تركيبة تحتوي على نسبة أعلى من "الغليسرول" (70%) مقارنة بـ"البروبيلين غليكول" (30%)، وهو ما يعاكس التوقّعات العلمية تماماً. وهذه التركيبة بالذات هي التي تفضّلها شركات التصنيع حالياً في محاولة لتقديم منتجات "أكثر أماناً"، ما يثير تساؤلات عن مدى دقة الادعاءات التسويقية.
فئة الشباب في ذروة الإنجاب الأكثر تضرراً
-
الفئة العمرية الأكثر استخداماً للسجائر الإلكترونية حالياً ما بين 18-24 عاماً وهم في ذروة سنوات الإنجاب
وتكمن الخطورة الحقيقية في أنّ الفئة العمرية الأكثر استخداماً للسجائر الإلكترونية حالياً، ما بين 18-24 عاماً، وهم في ذروة سنوات الإنجاب.
والأمر الأكثر إثارة للقلق أنّ تطوّر الجمجمة يحدث في مراحل مبكرة جداً من الحمل، وقد تسبق حتى اكتشاف المرأة لحملها. وهذا يعني أنّ المرأة قد تستمر في استخدام السجائر الإلكترونية وهي لا تعرف أنها حامل، ما يعرّض جنينها لتأثيرات قد تكون دائمة.
وتأتي هذه النتائج في وقت تشير فيه منظمات صحية مرموقة مثل "جمعية القلب الأميركية" إلى أنّ انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب يشكّل "تهديداً خطيراً للصحة العامّة". فمعظم هذه المنتجات تحتوي على نيكوتين شديد الإدمان يؤثر سلباً على الأدمغة النامية، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى مثل "الدياسيتيل" المرتبط بأمراض الرئة، ومعادن ثقيلة كالنيكل والقصدير والرصاص.
وكشفت الدراسة أنّ السجائر الإلكترونية، رغم أنها "أقل ضرراً" من السجائر التقليدية، إلّا أنها ليست آمنة، خصوصاً للحوامل والأجنّة. وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة محيّرة عن الآليات البيولوجية التي تمكّن هذه المواد من إحداث تشوّهات من دون وجود النيكوتين، كما يسلّط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الأبحاث حول تأثيرات المكوّنات الأخرى في السجائر الإلكترونية.
In utero exposure to two liquid ingredients in e-cigarettes – minus the nicotine that drives addiction – can alter skull shape during fetal development, a new study in mice has found.
— Professor Erwin Loh (@erwinloh) July 17, 2025
In a series of experiments, pregnant mice were exposed to a combination of two liquids used… pic.twitter.com/EyzPHr5CA5