دراسة: تناول الفيتامينات المتعددة لا يطيل العمر!
دراسة جديدة تؤكد أنّ تناول مكملات الفيتامينات المتعددة قد لا تكون حبوباً خارقة تقي من الأمراض وتطيل العمر، وتقلل خطر الوفاة لدى البالغين.
أكّدت دراسة جديدة أنّ تناول حبة من الفيتامينات المتعددة يومياً قد لا يقلل فعلياً خطر الوفاة أو مساعدة البالغين الأصحاء على العيش لفترة أطول.
وقام فريق بحثي من "المعهد الوطني الأميركي للسرطان" US National Cancer Institute بتحليل بيانات تجاوز عددها 400 ألف لبالغين أصحاء، تمت متابعتهم على مدى أكثر من عقدين من الزمان، وأظهرت أنّ تناول الفيتامينات المتعددة بانتظام لا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة.
وجاء في الدراسة التي نُشرت، أمس الأربعاء، في مجلة "شبكة غاما المفتوحة" Jama Network Open، أنّ هناك الكثير من البالغين يعتمدون بانتظام على الفيتامينات المتعددة، على أمل أن تحسّن هذه العادة صحتهم، ومع ذلك أشارت الدراسة إلى أنّ الفوائد الدقيقة والأخطار المحتملة لتناولها يومياً لا تزال غير واضحة.
كما بيّنت بعض التقارير أنّ ثلث البالغين في الولايات المتحدة يتناولون الفيتامينات المتعددة على أمل أن تقيهم من الأمراض المستقبلية، وفي الوقت الراهن لا تزال البحوث الحالية التي تتحقق من وجود الارتباط بين تناولها وبين معدل الوفيات محدودة.
ولمعالجة هذه المسألة قامت الدراسة الجديدة بتحليل بيانات مستخلصة من ثلاث دراسات واسعة النطاق وموزعة جغرافياً، شملت أكثر من 390 ألفاً من البالغين الأميركيين، وتمت متابعتهم لأكثر من عقدين.
وأوضح الباحثون أنّ المشاركين في الدراسة كانوا في الغالب بصحة جيدة، ولم يكن لديهم أي سجل سابق للإصابة بالسرطان أو أمراض أخرى مزمنة، ومع هذا الكم من العيّنات تمكنت الدراسة الجديدة من تخفيف الآثار التي ربما أثرت في نتائج الأبحاث السابقة.
على سبيل المثال، في الدراسات السابقة، كان المرضى المشاركون أكثر ميلاً لزيادة استهلاك الفيتامينات المتعددة، كما أنّ الأفراد الذين يتبعون نمط حياة صحي صُنفوا في الأبحاث السابقة على أنهم مستخدمون للفيتامينات. وأظهر التحليل طويل المدى أنّ الأشخاص الذين يتناولون الفيتامينات بشكل يومي لم يلاحظ لديهم انخفاض واضح في خطر الوفاة من أي سبب، مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوا هذه الأقراص.
كما أنه لم يجد الباحثون أي فروق في معدل الوفيات بسبب السرطان وأمراض القلب أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية بين الذين يتناولون الفيتامينات المتعددة يومياً وبين الذين لا يتناولونها، وذلك في التحليل الأخير الذي أجروه. وشملت نتائج التحليل أيضاً عوامل أخرى مثل التنوع العرقي والأصول الثقافية والتعليم وجودة التغذية.
وبيّن الباحثون أنهم في دراسة هذه الفئة (الذين يتناولون الفيتامينات المتعددة) التي تضم 390 ألفاً و124 بالغاً في الولايات المتحدة، دُوِن سجل سابق للأمراض المزمنة الرئيسة ولم يجدوا أدلّة تدعم تحسين متوسط العمر بين البالغين الأصحاء الذين يتناولون الفيتامينات المتعددة بانتظام.
وخلص البابحثون إلى أنه "مع ذلك لا يمكننا استبعاد أنّ استخدام الفيتامينات المتعددة بشكل يومي قد يكون مرتبطاً بنتائج صحية أخرى متعلقة بالشيخوخة".