تحديد نوع جديد من اضطرابات تخثّر الدم
يتمثل معنى تخثر الدم في سلسلة من التفاعلات التي تنتهي بزيادة سماكة الدم لتمنع النزيف في حالات الجروح. أيضاً عندما لا يتدفق الدم بسلاسة عبر الأوعية الدموية، فمن الممكن أن يبدأ بالتجلط، ويتحول من سائل خالي من عناصر تعيق التدفق إلى هلام شبه صلب.
-
بعض المرضى قد يصابون بتخثّر دموي حاد نتيجة وجود أجسام مضادة
توصل فريق من الباحثين في جامعة ماكماستر إلى اكتشاف جديد يوضح سبب استمرار تخثّر الدم العفوي وغير المعتاد لدى بعض المرضى، رغم تلقيهم جرعات كاملة من مميعات الدم.
و بحسب دراسة نشرتها مجلة "نيو إنغلاند الطبية" من المتوقع أن يؤثر هذا الاكتشاف على طرق التشخيص الطبية وعلاج المرضى الذين يعانون من تخثّر دم غير مبرر أو متكرر، ما قد يحسّن نتائج العلاج.
من جهتهم، كشف الباحثون أن الاضطراب المكتشف حديثاً يحمل تشابهاً مع نقص الصفيحات المناعي الناجم عن اللقاح (VITT)، وهو اضطراب تخثّر نادر لكنه شديد، ظهر سابقاً لدى بعض متلقي لقاحات "كوفيد-19" التي تم وقف استخدامها.
A team of researchers have made a new discovery in the field of hematology, providing an explanation for spontaneous and unusual blood-clotting that continues to occur despite treatment with full-dose blood thinners. #NEJMhttps://t.co/kN5HSYYS4t pic.twitter.com/kyBPRooEad
— Science News (@SciencNews) February 14, 2025
وأظهرت الدراسة أن بعض المرضى قد يصابون بتخثّر دموي حاد نتيجة وجود أجسام مضادة مشابهة لتلك المرتبطة بـ VITT، حتى في غياب المحفزات المعروفة لهذه الأجسام المضادة، مثل مميعات الدم (الهيبارين) أو التطعيم السابق.
وأطلق الباحثون على الاضطراب الجديد اسم "اعتلال غاما أحادي النسيلة ذو الأهمية الخثارية (MGTS)" بسبب تشابهه مع VITT.
التشخيص بدقة
وأوضح الدكتور ثيودور (تيد) واركنتين، المعد المشارك الأول للدراسة وأستاذ علم الأمراض والطب الجزيئي بجامعة ماكماستر، أهمية التعرف على هذا الاضطراب الجديد، مؤكداً أن تشخيصه بدقة قد يساعد في تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فاعلية تتجاوز مضادات التخثر التقليدية.
وأجريت الاختبارات المتخصصة في مختبر مناعة الصفائح الدموية بجامعة ماكماستر، وهو المختبر الوحيد في كندا الذي يمتلك جميع الفحوص اللازمة لتوصيف الأجسام المضادة المشابهة لـ VITT التي تستهدف بروتين PF4 (أي أن هناك أجساما مضادة في الجهاز المناعي تتصرف بطريقة مشابهة لتلك التي تظهر في نقص الصفيحات المناعي الناجم عن اللقاح (VITT)، حيث ترتبط هذه الأجسام المضادة بـ بروتين PF4 الموجود على الصفائح الدموية).
وأظهرت التحليلات أن المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم بروتينات M (أحادية النسيلة)، والتي تعد مؤشرا على اضطرابات الخلايا البلازمية، إلى جانب استمرار استجابة مشابهة لـ VITT لمدة لا تقل عن 12 شهرا، وهو أمر غير مألوف لمعظم الأجسام المضادة لبروتين PF4، ما يشير إلى وجود اضطراب مستمر وليس مجرد خلل مؤقت.
وأكد الدكتور إسحاق نازي، المعد المشارك الرئيسي للدراسة والمدير العلمي لمختبر مناعة الصفائح الدموية بجامعة ماكماستر، أن هذه النتائج تسلط الضوء على قدرة الأبحاث الجزيئية والكيميائية الحيوية على كشف آليات المرض، ما يتيح تشخيصا أكثر دقة وعلاجات مبتكرة حتى للأمراض غير المعروفة سابقاً.
Antiplatelet agents prevent clot formation
— Mounir Basalus (Ⲃⲁⲥⲓⲗⲓⲟⲥ) (@Basalus) February 14, 2025
🩸 COX Inhibitors (Aspirin)
🩸 P2Y12 Inhibitors (Clopidogrel, Ticagrelor, Cangrelor)
🩸 GP IIb/IIIa Inhibitors (Abciximab, Eptifibatide)
🩸 PDE Inhibitors (Dipyridamole)
🩸 PAR-1 Antagonists (Vorapaxar)
🩸 TXA2 Inhibitors (Terutroban) pic.twitter.com/DT42Wvgv4C
وأظهرت الدراسة أن المرضى لم يستجيبوا للعلاج التقليدي بمميعات الدم، لكنهم أظهروا تحسناً مع علاجات بديلة مثل "غلوبولين" المناعي الوريدي بجرعات عالية (IVIG)، ومثبطات بروتون تيروزين كيناز (إبروتينيب)، والعلاجات التي تستهدف الخلايا البلازمية المستخدمة في علاج الورم النقوي المتعدد.
اقرأ أيضاً: أعراض الجلطة القلبية كثيرة و 3 علامات تُنذر بها!
وشارك في الدراسة باحثون من كندا ونيوزيلندا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، حيث تم جمع بيانات من 5 مرضى خضعوا للعلاج في هذه الدول.