الإصابات بـ"كوفيد-19" تتزايد.. هل يجب أن نقلق؟
بعدما قلّ عدد المصابين بفيروس كورونا الذي اجتاح العالم منذ أواخر العام 2020 يبدو أنّ هذا الفيروس عاد للتفشّي وللانتشار وأعداده إلى ارتفاع خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.. ولكن ما هي الاحتياطات التي يجب التقيّد بها؟
عادت مستويات "كوفيد-19" إلى الارتفاع مجدّداً في الولايات المتحدة، مع تسجيل زيادة في الزيارات إلى أقسام الطوارئ منذ أسابيع، بلغت نسبتها 23,5% في الأسبوع الذي انتهى بـ6 تموز/يوليو.
كما أشارت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى ارتفاع النشاط الفيروسي في مياه الصرف الصحي.
وأكّدت الدكتورة ليانا وين، خبيرة الصحة وطبيبة الطوارئ، والأستاذة المساعدة السريرية في جامعة جورج واشنطن، أهمية اليقظة، والالتزام بإجراءات السلامة خلال هذا التفشّي الجديد.
هل يجب أن نقلق وسط هذا التفشّي الجديد؟
وجاء في تقرير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) "يبدو أننا في خضم موجة تفشٍ صيفية لفيروس (كوفيد-19). منذ بدء الجائحة، شهدنا موجات متعدّدة من العدوى سنوياً، ضمناً موجة بلغت ذروتها في الصيف. قد يكون سبب ذلك، زيادة السفر، بالإضافة إلى تجمّع الأشخاص في الأماكن المغلقة بسبب الطقس الحار".
وأضاف التقرير أنّ "من لديهم ظروف طبية محدّدة، مثل كبار السن، أو من يعانون من ضعف المناعة، أو من أمراض القلب، والرئة، والكلى، وغيرها من الحالات الطبية، عليهم التأكّد من حصولهم على أحدث اللقاحات، وأنّ لديهم خطة للحصول على العلاج المضاد للفيروسات، واتخاذ احتياطات إضافية مثل وضع الأقنعة في الأماكن الداخلية المزدحمة، ومحاولة التجمّع في الهواء الطلق إذا أمكن ذلك".
ما الاحتياطات التي يجب على الناس أخذها لتقليل فرص إصابتهم بالعدوى؟
لقد عاد العديد من الأشخاص إلى حياتهم الطبيعية كما ما قبل الجائحة، حيث يضع الكثيرون "كوفيد-19" بخانة فيروسات الجهاز التنفّسي الأخرى ذاتها، وتعتمد المخاطر على الفرد وظروفه الطبية الشخصية.
أحد الأمور التي يجب مراعاتها يتمثّل بتقليل فرص الإصابة بالعدوى قبل أسبوع من زيارة أحد أفراد العائلة أو صديق معرّض للخطر، من خلال: تجنّب التجمّعات الداخلية، ارتداء الأقنعة أثناء استخدام وسائل النقل العام، وفي الأماكن المزدحمة الأخرى، إجراء اختبار سريع قبل الزيارة مباشرة.
الاختبارات المنزلية السريعة ليست دقيقة مثل اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في المختبر، لكنها طريقة ملائمة لفحص فيروس كورونا.
كما أنه يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض، ويتمتعون بالأهلية للحصول على العلاج المضاد للفيروسات، إجراء الاختبار السريع. إذا كانت النتيجة سلبية بداية، عليهم تكرار المحاولة في اليوم التالي للتأكّد من النتيجة.
إذا كانت لديكم أعراض، يتحتّم عليكم الابتعاد عن الأشخاص المعرّضين للخطر، حتى لو كانت نتيجة اختبار "كوفيد-19" سلبية.
توصيات لتقليل المخاطر أثناء السفر
تتمثّل التوصيات أثناء السفر بـوضع (قناع N95) أو ما يماثله عندما نكون في الأماكن المزدحمة التي لا تتمتع بالتهوئة الجيدة.
تناول الطعام في الخارج عوض الأماكن المغلقة عندما يكون ذلك ممكناً.
التزوّد باختبارات سريعة.
التسلّح بخطة في حال الإصابة بـ"كوفيد-19"
في حال أُصِبتُ بـ"كوفيد-19"، هل أنعزل وأبتعد عن العائلة؟
منذ عدة أشهر، أسقطت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها شرط العزل لمدة خمسة أيام.
حالياً، تقتضي التوصية أن يبقى من شُخّصت إصابتهم بـ"كوفيد-19" في المنزل حتى يتخلّصوا من الحرارة لمدة 24 ساعة بالحد الأدنى، وتتحسّن أعراضهم.
خلال الأيام الخمسة التالية، عليهم اتخاذ احتياطات إضافية مثل وضع الأقنعة، والحد من الاتصال الوثيق مع الآخرين.
إذا كنت تعيش في المنزل مع شخص معرّض للخطر، عليك تجنّب هذا الشخص حتى تصبح نتيجة اختبار "كوفيد-19" لديك سلبية.
من يجب أن يحصل على اللقاح حالياً؟ ومن يمكنه الانتظار للحصول على اللقاح الجديد؟
هناك تركيبة جديدة للقاح "كوفيد-19" ستصدر قريباً، ويجب أن تكون متاحة في أيلول/سبتمبر المقبل، ويمكن في وقت مبكر من آب/أغسطس. وأوصت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض بأن يتلقّى كلّ شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق هذا اللقاح عند صدوره.
كما يجب على الناس أن يضعوا في اعتبارهم أنّ الغرض الأساسي من اللقاح يتمثّل بتقليل فرصة الإصابة بمرض شديد، والاستشفاء، والوفاة.
يتمتع اللقاح ببعض الفعّالية في تقليل معدل الإصابة، لكن هذه الفعالية تتضاءل بسرعة. لذا يجب على من يحتاجون إلى حماية إضافية من العدوى التي تتسبّب بمرض شديد، أو الإصابة بكوفيد طويل الأمد، اتخاذ الاحتياطات اللازمة.