كيف نتعامل مع الآثار النفسية للعدوان؟
يصاحب العدوان آثار وتبعات نفسية من جرّاء ما تحمله من أحداث مروّعة وتهديد للأرواح، وبالرغم من صعوبة التحلّي بالصبر واتّباع الإرشادات التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب.
لا يقتصر أذى الحروب على الإصابات البدنية بل يمتد إلى التأثير على الحالة النفسية، ففقدان الشخص لأحبائه ورؤية الشهداء والضحايا والجرحى والأشلاء وقصف المنازل وغير ذلك من كوارث الحروب تجعل المرء في حالة من الذهول والفزع.
ويصاحب العدوان (الحرب) آثار وتبعات نفسية من جرّاء ما تحمله من أحداث مروّعة وتهديد للأرواح، مع صعوبة التحلّي بالصبر واتباع الإرشادات التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب.
ولمساعدة الفرد على النجاة من هذه الأزمة بأقل الأضرار النفسية يُنصح بمراجعة طبيب نفسي في أقرب وقت، إذا ما تفاقمت الأمور، لتلافي التأثيرات السلبية للحرب على الصحة النفسية وتجنّب تطوّر الأمر إلى الإصابة باضطراب نفسي.
ومن بين أبرز المشكلات النفسية التي قد تصيب الناس:
-الصدمة النفسية تأثّراً بالأحداث المروّعة، ويظهر ذلك في صورة الخوف وإنكار وقوع الحدث، والارتباك وصعوبة التركيز، وكذلك تسارع ضربات القلب والارتجاف وأوجاع الجسم.
-الذعر والقلق الشديد الذي قد يصل إلى حد التجمّد وعدم القدرة على الحراك والكلام.
-نوبات الهلع.
-الغضب الشديد والانفعال.
-الانهيار العصبي.
-الشعور بالذنب والندم.
يتطلب التغلب على الصدمة عدة استراتيجيات: ١)طلب المساعدة المهنية من المعالج، ٢) ممارسة اليقظة والتأمل، ٣) بناء شبكة داعمة من الأصدقاء والعائلة. ٤)يمكن أن يكون التعبير عن المشاعر من خلال الكتابة أو الفن علاجيًا، ٥)تطوير آليات التأقلم الصحية وإنشاء الروتين الاستقرار. ٦) يمكن أن… pic.twitter.com/DDoNnzHjoF
— Y a s m i n e B u r a i k (@burayw0a) November 25, 2024
إرشادات للعودة إلى الحياة الطبيعية
وقد يفيد اتباع بعض الإرشادات، إلى جانب العلاج النفسي إذا لزم، في مساعدة الشخص على التغلّب على الآثار النفسية التي خلّفتها الحرب والعودة إلى حياته الطبيعية، ومن هذه الإرشادات:
-العودة لممارسة الحياة الطبيعية حتى لو كان ذلك صعباً في البداية، إلا أنه قد يساعد على تشتيت الانتباه عن ما مضى والحد من التفكير في الذكريات المؤلمة.
-تدوين المشاعر التي تسيطر على الشخص حيث يساعد ذلك في تفريغ الطاقة السلبية.
الانضمام إلى العمل التطوعي وتقديم المساعدة للآخرين.
-ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوغا والتأمّل الواعي، وكذلك الأنشطة البدنية والرياضة بانتظام إذا سنحت الفرصة.
-الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم يومياً لإراحة الجسم والعقل.
-طلب العون والدعم النفسي: من الأهل والأصدقاء المقرّبين فلا حرج في ذلك، والحرص على تجنّب العزلة والوحدة قدر الإمكان فذلك قد يزيد من القلق والاكتئاب لكثرة التفكير فيما حدث.
-الانضمام لمجموعات الدعم النفسي: التي تضم ضحايا ومتضررين من الحروب لمشاركة تجاربهم ومؤازرة بعضهم البعض.
اقرأ أيضاً: ظروف قاسية وتحديات نفسية.. كيف نتعامل مع أزمة النزوح؟
كيف تساعد من هم حولك؟
يمكنك أيضاً مساعدة الغير بأن تكون مستمعاً داعماً له، و إليك بعض الاقتراحات:
-كن مستعدّاً للاستماع ولكن من دون أن تضغط عليه. أبلغه برغبتك في الاستماع إليه ومعرفة شعوره. ولكن إذا كان غير مستعد أو غير راغب في التحدّث فلا تضغط عليه. فقط طمأنه أنك ستكون موجوداً لأجله متى رغب في التحدّث.
-اختر الوقت المناسب للحديث.: عندما يكون كلاكما مستعدّاً للتحدّث، اختر وقتاً ومكاناً خاليين من مصادر التشتت والمقاطعة. وأنصت إليه. واستفسر منه إذا كنت لا تفهم بعض الأشياء. ولكن تجنّب الرغبة في التخمين أو وضع افتراضات أو إعطاء النصائح أو قول "أنا أعرف حقاً كيف تشعر".
-اعرف متى يجب أخذ استراحة. إذا شعرت أن المحادثة قد أصبحت تمثّل ضغطاً عليه، امنحه فرصة للتوقّف عن الكلام مع استئناف الحديث مرة أخرى في يوم آخر. ثم واصل الأمر.
-اطلب المساعدة في حالة تحدّثه عن الانتحار: في حال بدا من حديث أو تصرّفات الشخص المصاب أنه قد يحاول الانتحار، فكن هادئاً في رد فعلك ولكن تصرّف على الفور.
-احرص على عدم تركه بمفرده. ولكن إذا كان تركه بمفرده لا يشكّل خطراً، تأكّد من إزالة الحبوب أو الأسلحة النارية أو أي أغراض أخرى يمكن أن يستخدمها لإيذاء نفسه، واحصل على مساعدة مختصّ مدرّب في أسرع وقت ممكن.
اقرأ أيضاً: خبيرة للميادين نت: هكذا نتخطى الآثار النفسية للحرب والأخبار الكاذبة