باحث إيراني يسهم بتطوير تكنولوجيا "حاسة الشم" الاصطناعي

باحث إيراني متخرج من جامعة KTH السويدية يقوم بإطلاق مشروع متقدم في مجال الشم الاصطناعي، وهو يمثّل قفزة كبيرة نحو الكشف الذكي عن المخدرات والمتفجرات وحتى الأمراض. هذه التقنية التي تعد بثورة جديدة في مجالات الأمن والطب والصناعة بالبلاد.

  • "تكنولوجيا الشم" هي فرع هندسي يُعنى بالتمثيل الشمّي  (صورة تعبيرية: MIT )

أطلق المبتكر الإيراني سيد أمير حسين عزيزي العائد من جامعة KTH السويدية مشروع تطوير نظام الشم الاصطناعي محلياً، وهي تقنية قادرة على تمييز روائح محددة كالمتفجرات والمخدرات، مع إمكانية استخدامها مستقبلاً في تشخيص الأمراض.

وتقنية الروائح الرقمية (أو تكنولوجيا الشم) هي فرع هندسي يُعنى بالتمثيل الشمّي. وهي تقنية لاستشعار ونقل واستقبال الوسائط الرقمية المُفعّلة بالروائح (مثل الأفلام، وألعاب الفيديو، والواقع الافتراضي، والواقع الممتد، وعالم الميتافيرس، وصفحات الويب، والموسيقى).

ويعمل الجزء الحسي من هذه التقنية باستخدام أجهزة قياس الشم والأنوف الإلكترونية.

الدكتور عزيزي، صرّح قائلاً: أحد إنجازاتنا الرئيسية هو تطوير نظام شم اصطناعي قيد البحث والتطوير حالياً، وتتميز هذه التقنية بقدرتها على تمييز روائح محددة مثل المتفجرات والمخدرات.

وأضاف "في الاختبارات الأولية، نجحنا في التعرّف على عدة عيّنات، ويعتمد النظام على مستشعرات نانوية تتفاعل مع جزيئات الرائحة، حيث يتم تحديد نوع المادة عبر نظام كشف بصري متطور".

وتابع: "يمكن استخدام هذه التقنية في الأماكن التي يحتمل وجود متفجرات أو مواد مخدرة، حتى أن النماذج الأجنبية تستخدم رائحة الفم للكشف عن بعض الأمراض بدقة تصل إلى 90%، ونحن نسعى لتحقيق مستوى عالٍ من الدقة".

 العقوبات خلقت فرصاً

وتحدث عن تحديات ريادة الأعمال التكنولوجية في إيران قائلاً: "المشاكل موجودة في كل مكان، لكن إيران تمتلك مزايا تُمكّن رواد الأعمال من تحقيق النجاح، وإذا كان الشخص يمتلك قدرات متوسطة في ريادة الأعمال، فلديه فرصة أكبر للنجاح في إيران مقارنة بالدول الأخرى، حيث المنافسة والتعقيدات أكبر هناك".

وأضاف عزيزي: البعض يعتقد أن العقوبات خلقت فرصاً بشكلٍ ما، ورغم أن العقوبات ليست نعمة، إلا أن غياب بعض الشركات الأجنبية فتح المجال أمام النشاط المحلي، وفي هذه الظروف، تتاح فرص النمو والتطور للشركات التكنولوجية الإيرانية.

اقرأ أيضاً: إيران تنافس العالم في مجال الذكاء الاصطناعي

وأوضح الباحث حول الدعم الحكومي: "الدعم موجود لكنه غير كافٍ، وتحسين عملية الإعلام وزيادة الشفافية في إجراءات التصاريح يمكن أن تجعل الطريق أكثر سهولة، ويجب تقليل البيروقراطية غير الضرورية".

وتعطي إيران أهمية بالغة لمجال الذكاء الاصطناعي والتقدّم به.ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، اقترح المرشد السيد علي خامنئي "أن يكون الذّكاء الاصطناعي واحداً من القضايا التي يجري التركيز عليها والاهتمام بها والتعمّق فيها، إذ سيكون له دورٌ في التحكّم في مستقبل العالم"، وقال: "علينا أن نعمل بما يجعلنا على الأقلّ في عِداد الدّول العشر الأولى في العالم في قضيّة الذكاء الاصطناعي، فنحن لسنا كذلك اليوم".