الأولى من نوعها في لبنان.. نجاح عملية فصل توأم سيامي
وزير الصحة اللبناني يقول بعد العملية إن"لبنان يعلن منذ هذه اللحظة إمكانياته في إجراء مثل هذا النوع من الجراحات ويشرع أبواب قطاعه الاستشفائي لهذه الحالات بجهود الأطباء والجراحين الأكفاء الذين لم يهاجروا إلى الخارج".
أجريت لأول مرة في لبنان عملية فصل توأم سيامي لطفلتين ملتصقتين من أسفل الظهر، حيث تمّت العملية بنجاح على يد فريق متكامل من الأطباء المختصين في بيروت.
وأكد رئيس وحدة العناية الفائقة لحديثي الولادة الدكتور خالد يونس أن الجراحة تكللت بالنجاح من دون أي مضاعفات ويعود السبب إلى الاجتماعات المكثفة، حيث عمل الفريق الطبي على التعامل مع كل المخاطر والمضاعفات التي قد نواجهها خلال العملية، مبيناً أنه كان من المتوقع أن تستغرق الجراحة حوالى 12 ساعة، إلا أنها انتهت خلال 10 ساعات متواصلة من العمل من قبل فريق طبي متكامل من كل الاختصاصات.
وأوضح أنه تقرر إجراء العملية في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت. للتوأم رهف وريم في الشهر الرابع بعد الولادة لأنه الوقت المناسب لمثل هذه العمليات (يفضل إجراؤها بين عمر 4 أشهر إلى 6 أشهر).
بدوه، قال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، إن "لبنان يعلن منذ هذه اللحظة إمكانياته في إجراء مثل هذا النوع من الجراحات ويشرع أبواب قطاعه الاستشفائي لهذه الحالات بجهود الأطباء والجراحين الأكفاء الذين لم يهاجروا إلى الخارج".
وأشار إلى أن "تكاليف الجراحة تمت بالتعاون بين المستشفى ووزارة الصحة وبعض المتبرعين المتعاونين مع الجامعة الأميركية"، داعياً كل من لديه مثل هذه الحالات للاعتماد على مستشفيات لبنان في عملية الفصل على الرغم من الظروف الصعبة، لأن النظام الصحي في لبنان مرن ولديه القدرة على التأقلم.
أول عملية في العالم
وفي عام 1987 تمكّن الدكتور الأميركي بن كارسون من ٳجراء أول عملية فصل توأم سيامي (توأم بايندر) ملتصقتين من الجانب الخلفي من الرأس (توأم متّحد القِحفين) مسجّلاً سابقة في تاريخ الطب. وكانت عمليات فصل التوائم الملتصقة بهذه الطريقة تفشل دائماً، ٳذ تنتهي بوفاة ٳحدهما أو الاثنين معاً.
التوأم الملتصق متصلان جسدياً ببعضهما
وتحدث حالة التوأم الملتصق عندما ينفصل المضغة بصورة جزئية فقط في مرحلة مبكرة من التكوين لتشكِّل جسمين منفصلين. على الرغم من أن الجنينين يتكوّنان من هذه المضغة، فإنهما يظلان ملتصقين جسدياً، غالباً في منطقة الصدر أو البطن أو الحوض. ويمكن أن يشترك التوأم الملتصق في عضو داخلي واحد من أعضاء الجسم أو أكثر.
وعلى الرغم من أن العديد من التوائم الملتصقين لا يعيشون عند ولادتهم، أو يموتون بعد الولادة بوقت قصير، فإن التطوُّر في العمليات الجراحية والتقنيات الطبية ساهما في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
ويمكن أن تُفصَل التوائم الملتصقة التي تبقى على قيد الحياة بالجراحة. ويُشار إلى أن نجاح العمليات الجراحية يعتمد على موضع التصاق التوائم، وعدد أعضاء الجسم التي يشترك فيها التوائم ونوعها. كما يعتمد نجاح هذه العمليات على مهارة الفريق الجراحي.