إلى متى يصمد العالقون تحت الأنقاض بعد وقوع زلزال؟

يقول الخبراء إن عوامل مختلفة تؤثّر على مدة بقاء الإنسان على قيد الحياة. وتحدث معظم عمليات الإنقاذ في غضون 24 ساعة من وقوع الكارثة.

  • إلى متى يصمد العالقون تحت الأنقاض بعد وقوع زلزال؟
    الهواء والماء أمران أساسيان للبقاء على قيد الحياة

تتركّز جهود فرق الإنقاذ على الإسراع في الوصول الى المصابين والعالقين تحت الأنقاص لإنقاذ حياتهم عند وقوع الزلازل.

ويقول الخبراء إن عوامل مختلفة تؤثّر على مدة بقاء الإنسان على قيد الحياة. ويشمل ذلك وضعية الإنسان عند حدوث الانهيار، ومدى توافر الهواء والماء، والظروف الجوية، ومستوى لياقته البدنية والذهنية.

وتحدث معظم عمليات الإنقاذ في غضون 24 ساعة من وقوع الكارثة، ولكن توجد حالات لإنقاذ البعض من تحت الأنقاض بعد وقت أطول بكثير.

وعادة ما تلغي الأمم المتحدة جهود البحث ومحاولات الإنقاذ بعد ما بين خمسة وسبعة أيام من وقوع الكارثة. ويُتخذ هذا القرار بعد تعذّر إخراج أي شخص عالق وسط الأنقاض لمدة يوم أو يومين.

الوعي والاستعداد

على الرغم من أنه ليس من السهل التنبّؤ بوقوع زلزال أو انهيار مفاجئ لمبنى، يعد الوضع الذي تتخذه في حالة الطوارئ مفتاح النجاة، كما يقول الخبراء.

ويمكن أن يوفّر مكان الشخص، إذا اختير بالصورة المناسبة، حماية جسدية تحت الحطام ويساعد في الوصول إلى الهواء.

ويقول مراد هارون أونغورن، المنسق في جمعية البحث والإنقاذ التركية، وهي أكبر جمعية إغاثة غير حكومية في تركيا، إن بعض الإجراءات يمكن أن تعزز الفرص في البقاء على قيد الحياة وتوفر منفذ هواء.

وتشمل هذه الإجراءات اتخاذ ساتر تحت طاولة، على سبيل المثال، والحفاظ على ذلك حتى توقف الهزة الأرضية.

وأضاف قائلاً: "التعليم والتدريب والتوعية بشأن تدابير الطوارئ (قبل وقوع كارثة مثل الزلزال) أمر مهم وغالباً ما يتم تجاهله".

وتحدد هذه الإجراءات الفترة المتوقعة للبقاء حياً تحت الأنقاض.

كما أكدت الدكتورة جيتري ريغمي، المسؤولة الفنية في برنامج الطوارئ الصحية العالمية التابع لمنظمة الصحة العالمية، أهمية التأهب.

وتقول: "الاختباء في مكان آمن، مثلاً تحت مكتب أو طاولة متينة من شأنه أن يحسّن فرص البقاء على قيد الحياة. لا يوجد شيء مؤكّد لأن كل حالة طوارئ مختلفة، لكن جهود البحث والإنقاذ الأولية تعتمد على قدرات التأهب لدى المجتمعات المحلية".

الحصول على الماء والهواء

الهواء والماء أمران أساسيان للبقاء على قيد الحياة عندما يحاصر الشخص تحت مبنى منهار. لكن هذا يعتمد على مستوى الإصابات، ففقدان الدم يقلل من احتمال البقاء على قيد أكثر من 24 ساعة.

لذلك إذا لم يكن الشخص مصاباً بجروح خطيرة ولديه هواء يتنفسه، في صورة جيب هوائي في مساحة كافية، فإن الشيء التالي هو الحفاظ على ألا يصاب بالجفاف، كما يقول الخبراء.

وقال البروفيسور ريتشارد إدوارد مون، خبير العناية المركزة من جامعة ديوك في الولايات المتحدة، إن "نقص الماء والأكسجين من القضايا الحاسمة للبقاء على قيد الحياة".

وقال مون "كل شخص بالغ يفقد ما يصل إلى 1.2 لتر من الماء كل يوم".

وأضاف: "هذا هو البول والزفير والعرق. عندما يفقد الشخص ثمانية لترات أو أكثر يصبح مريضاً بشكل خطير".
وتشير بعض التقديرات إلى أن الناس قد يعيشون من دون ماء لمدة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أيام.