ما هي "وحدات القمع" في سجون الاحتلال وكيف "تتفنن" بتعذيب الأسرى؟
لا يوجد اختلاف في ةحدات القمع بين "نخشون" و"ميتسادا" من حيث التدريب والتسليح والأهداف، فكلاهما قد استخدمتا لقمع المعتقلين وتعذيبهم. وإن كانت وحدة "نخشون" تعتبر من أقوى وأكبر الوحدات العسكرية الإسرائيلية.
دائماً ما يمر في أخبار الأسرى إسم وحدات (النحشون والميتسادا) التي تقتحم السجون وتمارس كل أنواع القمع عليهم. وللوقوف حول طبيعة ودور وهدف هذه الوحدات، الميادين نت أجرت حواراً خاصاً مع رئيس دائرة الإحصاء والدراسات في هيئة الأسرى في غزة، الأسير المحرر عبد الناصر فروانة.
فروانة يقول إن إدارة سجون الاحتلال، شكلت رسمياً هذه الوحدات، وهي تعمل 24 ساعة، وموجودة في كافة السجون الاحتلال، بشكل دائم.
ويؤكد أن هذه الوحدات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة،ـ منها السلاح الأبيض، الهراوات، والغاز المسيل للدموع، وأجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم، وأسلحة تطلق رصاصاً حارقاً، ورصاص "الدمدم" المحرم دولياً، ورصاص غريب يحدث آلاماً شديدة.
ويضيف فروانة: "قبل بضع سنوات بدأت تلك الوحدات باستخدام نوعاً جديداً من السلاح المطاطي، يطلق عيارات مطاطية تحدث دائرة بقطر 5 سم في جسد الأسير الذي يصاب بها، وتدخل بعمق 2 ملم مفرزة مادة برتقالية تحدث "شعطة" حارقة، وأسماه الأسرى الرصاص الحارق أو الفلفل، إضافة إلى تخديره لزمن معين، وهذه استخدمت مراراً ضد الأسرى. وقد استشهد العديد من الأسرى بنوعية هذه الأسلحة.
ولا يستبعد فروانة بأن تكون تلك الوحدات قد استخدمت أجساد الأسرى وحياتهم، حقلاً لتجربة هذه الأسلحة الممنوعة، كما تجري عليهم تجارب الأدوية، الأمر الذي يستدعي المتابعة من قبل المؤسسات المعنية.
ويبين فروانة للميادين نت أن تلك الوحدات، وفي أحيان كثيرة، تستخدم الكلاب من فصيلة "ميلنواه"، حيث أنها تتمتع بقدرة عالية على العمل وتحمّل الألم، وتستطيع العمل أحياناً حتى الموت ولا تكترث بأي شيء، سوى بتنفيذ المهمة التي تكلف بها، ويتم تدريب هذا النوع من الكلاب لملاحقة الأسير.
وعن طبيعة عمل هذه الوحدات يفصّل فروانة ذلك بقوله: "يوجد في كل سجن فرقة خاصة من تلك الوحدات، تعمل على مدار ساعات اليوم من دون توقف أو انقطاع، ويمتلكون قدرات وإمكانيات فائقة في التنقل من سجن لآخر، و يتم استدعاء الوحدة في داخل السجن أو من السجون الأخرى، فور نشوء ما يمكن أن يؤشر لحدوث احتجاجات من قبل الأسرى".
ويؤكد فروانة أن هذه الوحدات تتلذذ في مشاهدة الأسرى وهم عراة، ففي بعض الأحيان تضع هذه الوحدات مجموعة من الأسرى وهم عراة مع بعضهم البعض، وتطلب منهم إجراء حركات مشينة ومهينة.
أما عن معاناة الأسرى الأطفال، فيؤكد فروانة أن هذه الوحدات تفعل الشيء نفسه معهم. ففي إحدى المرات التقطت تلك الوحدات صوراً لأطفال أسرى في قسم 7 في سجن هشارون الإسرائيلي وهم عراة، وهددتهم بها للضغط عليهم.
ويقول فروانة إن جرائم وحدات "نخشون" في قذف المصاحف بشكل استفزازي أثناء قمعهم للأسرى ما زالت مستمرة. كما حصل في معتقل مجدو ونفحة منتصف عام 2005. والأسوأ أن لجنة الداخلية البرلمانية اَنذاك في الكنيست الإسرائيلي، بعد زيارتها التفقدية لسجن مجدو، أكدت تمزيق نسختين من المصحف الشريف، واعتبرت أن الحادثة شاذة.
ويفسر فروانة للميادين نت معنى "نخشون"، بأنها "تعني في القاموس العبري القوة والصلابة والقسوة، فيما "ميتسادا" إسم له دلالة تاريخية نسبة لقلعة "ميتسادا"، التي تعتبر نموذجاً للبطولة يحتذى به عند اليهود" .
وحول الفرق بين عناصر "ميتسادا"، و"نخشون"، يقول: "لا يوجد اختلاف بينهما من حيث التدريب والتسليح والأهداف، فكلاهما قد استخدمتا لقمع المعتقلين. وإن كانت وحدة "نخشون" تعتبر من أقوى وأكبر الوحدات العسكرية الإسرائيلية، فقد شُكلت خصيصاً لإحكام السيطرة على السجون عبر مكافحة ما يسمى "أعمال الشغب" داخلها".
وتضم هذه الوحدات - وفق فروانة - عسكريين ذوي أجسام قوية وخبرات وكفاءات عالية جداً، سبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويمتلك أعضاؤها مهارات قتالية تقنية. ويتلقى عناصرها تدريبات خاصة لقمع أي "تمرد" للأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات، بما فيها عمليات احتجاز رهائن.
ويطالب فروانة عبر الميادين نت أن تتم ملاحقة وحدات "نخشون" و"ميتسادا" قضائياً، ضمن المحاكم الدولية ومحاسبتهم على المستوى الدولي، لأن سجلهم حافل بعشرات الجرائم التي تصنف في القانون الدولي كجرائم حرب.