
إدارة الخلاف
هل يجب أن نتشابه كي نتعايش؟ هل أصبح الاختلاف عيباً أو جريمة؟ لماذا يتحوّل كلّ خلاف بيننا إلى معركة؟ أما آن لنا أن نختلف دون أن نتصادم؟ يقول الله تعالى في كتابه الكريم:" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" نحن مختلفون، والاختلاف ليس خطيئة. فالناس لم يُخلقوا متشابهين، ولا ينبغي لهم أن يكونوا نسخاً عن بعضهم. لكن الخطر ليس في وجود الخلاف، بل في تركه يتحوّل إلى فتنة، إلى صراعٍ لا يتوقف. حين يغيب التنظيم، يتحوّل الخلاف إلى معركة، والنقاش إلى ساحة اتهام، والرأي المخالف إلى خيانة. لا نحتاج أن نتّفق على كل شيء، بل على أمرٍ واحد: أن يُنظَّم الخلاف، لا أن يُقمع… ولا أن يُترك ليفجّر المجتمعات. نحتاج إلى أدوات تحمي الحوار، إلى تفاهمات تحفظ الوطن، لا مساومات تحرقه. لأن الحقيقة الأكيدة هي أن تكلفة اللااتفاق، أعلى بكثير من تكلفة الاتفاق. حين يتمسك كل طرف بكل شيء، يخسر الجميع كل شيء، لكن حين نتواضع لحدٍّ أدنى من التفاهم، نمنح أنفسنا حداً أدنى من النجاة. تنظيم الخلاف ليس ضعفًا، بل نضجٌ ومسؤولية.