ندوة توعوية: نحو صفر نفايات بلاستيك
خبيرة بيئية تؤكد أنه "لا يمكن نزع البلاستيك من حياتنا بصورة جذرية، ولكن الحلول الأنجع تكمن في إعادة التدوير واستعمال المواد الصديقة للبيئة".
نظّم قطاع البيئة في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، بالتعاون مع جمعية "ستوب بلاستيك" الفرنسية وشركة "بلاستيك لاب" محاضرة توعوية حول ضرورة التقليل استخدام المخلّفات البلاستيكية تحت عنوان "نحو صفر نفايات بلاستيكية" وذلك في الرابطة الثقافية بطرابلس.
تناولت رئيسة فرع لبنان ونائب رئيس العام للإتحاد العربي للمرأة المتخصصة السيدة ناريمان الجمل خطورة التحديات البيئية التي نواجهها، وسعي الاتحاد إلى التوعية حول أهم القضايا البيئية عبر استضافة متخصصين في هذا المجال.
ثم تحدثت رئيسة جمعية "ستوب بلاستيك" الفرنسية إيليان إدة، فلفتت إلى دور الجمعية ونشاطها التوعوي لخطورة النفايات البلاستيكية، عارضة إحصاءات ودراسات حول استخدامات هذه النفايات وأثرها على البيئة البرية والبحرية، والمدة الطويلة اللازمة لتحللها، إضافة إلى التجارب الرائدة لبعض الدول والمدن في التقليل منها.
ورأت إدّة أنَّ الحلول الناجحة تكون "من المصدر"، وذلك بالتقليل من استخدام المواد البلاستيكية، والاستعاضة عنها بالعضوية، إضافة إلى العمل على "فبركة" مواد التنظيف منزلياً.
وختمت إدة بالقول: "لا يمكن نزع البلاستيك من حياتنا بصورة جذرية، ولكن الحلول الأنجح تكمن في إعادة التدوير واستعمال المواد الصديقة للبيئة".
بدوره،لفت ممثل شركة "بلاستيك لاب" رامي صبيح إلى ضرورة إعادة التدوير الصحيحة للمواد البلاستيكية، وهو ما نفتقر له في لبنان، مشيراً إلى أهمية الفرز من المنزل.
وتطرّق صبيح إلى ما تتميز به المنتوجات لجهة المتانة والاستدامة، مؤكداً أن "الفرز من المصدر" بشكلٍ علمي ودقيق، وهو ما يشكل الحل "الوسيط" لمشكلة البلاستيك، لتجنّب تحوله إلى أجسامنا.
وفي الختام، كانت مداخلات من الحضور ركزت على أهمية تعزيز ثقافة الفرز من المصدر، وتشجيع المبادرات الفردية في هذا الإطار في ظل غياب سياسة رسمية واضحة على هذا الصعيد.
النفايات البلاستيكية مشكلة صحية
ينظر غالبيتنا إلى التلوث البلاستيكي على أنه مشكلات بيئية، كوننا نستحضر على سبيل المثال، صور السلاحف التي تلفّها الأكياس أو أكوام من الزجاجات البلاستيكية في مكب النفايات.
ولكن الدراسات العديدة تضيف أدلة جديدة على أن النفايات البلاستيكية يمكن أن تصبح مشكلة صحية أيضاً.
وتكمن المشكلة في البلاستيك لأنه يتحلل إلى جزيئات صغيرة، ما يسمى بالبلاستيك الدقيق، والتي يبلغ طولها 5 ملليمتر (حجم حبة العدس)، أو أقل.
وهذه الجزيئات الصغيرة موجودة في كل مكان: فهي تنتج من تفتت الأكياس البلاستيكية والزجاجات، وتآكل نعال أحذيتنا أثناء المشي، وإطارات سياراتنا أثناء القيادة.