منحة بعد محنة... زلزال المغرب يفجّر عيوناً مائية

"في ثياب كل محنة مفتاح منحة".... حيث تشققت الأرض والجبال لتخرج منها الينابيع المائية الجديدة والقديمة بعد زلزال الحوز في المغرب.

  • منحة بعد محنة... زلزال المغرب يفجّر عيونا مائية
     زلزال المغرب يفجّر عيوناً مائية

وراء محنة الموت والدمار اللذين خلّفهما "زلزال الحوز"، الذي ضرب مناطق عدة بالمغرب، سجلت المناطق التابعة لولايتي إمي نولاون وغسات (إقليم ورزازات) تفجّر عدد من العيون المائية، أعادت الحياة إلى الأرض والأمل إلى أهلها.

تفجّر العيون المائية بعد الزلزال ينطبق عليه المثل القائل "في كل محنة منحة"، حيث تشققت الأرض والجبال لتنفجر منها الينابيع المائية الجديدة والقديمة التي سالت مياهها من جديد، وبدأت المياه في التدفق لتشكّل أنهاراً وجداول.

اقرأ أيضاً: كيف أثار زلزال المغرب حيرة العلماء؟

منحة الخالق بعد محنة الزلزال أعطت أملاً جديداً في الحياة لساكنة المناطق الجبلية التي تفجرت فيها هذه العيون المائية، وأدخلت السعادة في نفوس الأهالي المكلومة، وأصبحت قبلة يقصدها الزوار من كل مناطق المغرب وخارجه، هدفهم الوقوف على معجزات ربانية.

في المحنة منحة!


مباشرة بعد الزلزال المدمر الذي سجلت بؤرته بمنطقة إغيل (إقليم الحوز)، ووصلت ارتداداته إلى العديد من المناطق المغربية، تفجّرت عيون مائية في عدد من المناطق التابعة لإقليم ورزازات، واستبشرت معها الساكنة خيراً، خاصة أن بعضها كان جديداً.

في هذا الإطار، يقول عبد الحميد الكرمي، باحث جيولوجي، إن هذه العيون المائية تفجرت بفعل تحرك الأرض بسبب الزلزال، موضحاً أن "القشرة الأرضية تحركت بشكل قوي، ما أدى إلى ظهور هذه العيون بشكل آني"، ومستبعداً أن تختفي هذه العيون بشكلٍ سريع، بل بإمكانها أن تبقى لعقود من الزمان".

وأضاف أن "الهزة الأرضية يمكن أن تتسبب في تفجر عيون مائية جديدة، مقابل انقطاع الماء ببعض العيون القديمة، بفعل الضغط"، مورداً أن "الهزات الأرضية الأخيرة ساهمت في حدوث تحولات على مستوى جريان أو صبيب المياه".

  • منحة بعد محنة... زلزال المغرب يفجّر عيونا مائية
    منحة بعد محنة!

في المقابل، قالت نعيمة، من ساكنة بورمان إمي نولاون (إقليم ورزازات): "منذ سنوات، لم تسجل المنطقة تفجر عيون مائية"، مضيفةً أنه "مباشرة بعد الزلزال، ظهرت عيون أنست المتضررين محنة الزلزال"، وزادت: "في ثياب كل محنة مفتاح منحة".

اقرأ أيضاً: ما سر الحفرة العميقة بعد زلزال المغرب؟

وأوضحت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن "هذه العيون المائية أعادت الأمل في الحياة والاستقرار بهذه المناطق الجبلية”، مردفة: “أملنا أن تدوم هذه العيون التي سخرها الله لعباده من أجل العيش حياة جديدة، وخاصة الذين نجوا من الموت بسبب الزلزال”.

أضحت العيون المائية التي تفجّرت في أعالي جبال الاقليم  قبلة سياحية لعشاق الطبيعة المغاربة والأجانب، وأيضا للراغبين في التأكد من صحة الأخبار المتداولة عنها، ما قد يعود بالنفع على المنطقة خصوصاً والإقليم عموماً.

وفي هذا الإطار يقول لحسن رابح، وهو ناشط مدني، إنه "يجب استغلال هذه العيون المائية الجديدة من أجل الترويج للإقليم وللسياحة الجبلية على الصعيد الدولي"، موضحاً أن "هناك أجانب يعشقون السياحة الجبلية، فقط يجب الاعتناء بالمناطق المعنية وإدراجها في الخريطة السياحية الجبلية"، وفق تعبيره.

وضرب زلزال مناطق متفرقة في البلاد في 9 أيلول/سبتمبر الماضي بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وهو الأعنف منذ نحو قرن.

وقالت الداخلية المغربية، في بيانٍ، إنّ عدد الوفيات الذي خلّفه الزلزال بلغ 2946 شخصاً، مشيرةً إلى أنّ عدد الجرحى وصل  إلى أكثر من 5674 شخصاً.