صور قد تشاهدونها للمرة الأولى من غزة الجميلة!
صور جميلة من غزة يجب أن لا تبارح مخيلتنا، صور يسعى العدو إلى محوها من الذاكرة لا بل من مخيلة الفلسطينيين والعرب جميعاً، صور تنهض شاهدة على جبروت شعب ما عرف الاستسلام يوماً، صور تقول للمحتل نحن أصحاب الأرض وأنت الطارئ الغريب.
طوبى لعيونِك الجميلة يا غزّة... كرمى لسواعد أبطالِك، مرحى لبسماتِ أطفالك...
نلوذ بك رغم جراحاتك، نهيب بكِ أن ترأبي صدعنا، أن تجمعي شملنا،أن تنهضي بكبواتنا كي نرتقي إلى مصافِ عزّنا وعزتنا!
هذا العالم يفتقر إلى "كرامة" ، اخبِزي من معجنِك عجيناً وخبزاً لكل العرب، ارفدي الإنسانية من قاموسِك، مدد مدد "تبّت يد أبي لهب"!
علّمينا معنى التضحية، فقد أمسى "أعرابنا" عاقّين، "مطبّعين" مع الوحش، غاشين، ضانين على أهلك بكلمة حقّ، بوقفة عز، بـ "معتصماه" واحد منهم!
كم "أسخريوطيّ*1 " خانكِ!؟ كم طاعن في الظهور طعنكِ؟!
لكِ الله يا غزّة، لكِ الدعاء المعقود على الدوام، لكِ اللُهج والمهج! لكِ سواعد أبطالٍ قدّمت الأرواح في معراج النضال و"معمودية الدم" والكفاح!
لن نُثخن بالجراح... فـ "فينا قوّة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ* 2"، وبالفعل نحن "لم نعد وحدنا في العالم إنما المطلوب هو الصمود*3 ".
عدونا وحشٌ رعديد لكنه "أوهن من بيت العنكبوت"، فُقئت عيناه في ملحمة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فأمسى خابطاً يضرب ويضرم ويرعد ويزبد...
مهما تمادى ستكون الكلمة لأهل الأرض، ستقلعه الجذور، فهاكم تاريخ غزة وصور مدينة لا تعرف الذل:
غزة من أقدم مدن العالم
غزة من أقدم مدن العالم، أسسها العرب الكنعانيون قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد، وسمّوها غزة، أطلق عليها العرب غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد"ص" الذي دفن بها في المسجد الذي يحمل اسمه، وقد تبدّل اسم المدينة بتبدّل الأمم التي صارعتها، فقد سماها الكنعانيون (هزاتي)، والمصريون "القدماء" (غازاتو) و (غاداتو) والآشوريون (عزاتي) والعبرانيون (عزة) وقد جاء في المعجم اليوناني أنها أعطيت في العصور المختلفة عدة أسماء منها (أيوني) و(مينودا) وقسطنديا.
ولكن "غزة" احتفظت باسمها العربي الذي ما زالت تحمله حتى هذا التاريخ تأكيداً لعروبتها وأصالتها، وقد أطلق عليها المصريون حديثاً اسم "قطاع غزة" بعد أن أصبحت تحت سيادتهم وفق اتفاقية الهدنة في العام 1949.
تقع مدينة غزة على خط طول 34 درجة وخط عرض 31 درجة وتعتبر بوابة آسيا ومدخل أفريقيا بحكم الموقع الجغرافي بين مصر وبلاد الشام، وبين آسيا وأفريقيا، وكانت غزة عبر التاريخ نقطة مواصلات ومحطة قوافل وبالتالي مركزاً تجارياً عالمياً. وبنيت غزة القديمة على تلة ترتفع 45 متراً عن مستوى سطح البحر، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربع.
تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم2، وقد تدفّق إليه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، وتعد الكثافة السكانية فيه واحدة من أعلى المعدلات في العالم، حيث يشكل اللاجئون النسبة العظمى من سكانه.
تشتهر غزة بزراعة الحمضيات إضافة إلى أشجار الفواكه المثمرة كالعنب والتين والتوت والبطيخ، حيث تتوفر فيها المياه الجوفية وفيها عدد من الآبار الجوفية العامة والخاصة، التي تعاني من مصادرة الاحتلال لها ومنعها عن الفلسطينيين.
أما قطاع الصناعة فيتمثّل في الصناعة الحرفية والورش وبعض أنواع الصناعات الخفيفة وصناعة تعبئة الحمضيات، وتكثر في المدينة الأسواق المختصة كسوق الحبوب والخضار والماشية، إضافة إلى السوق التجاري الأسبوعي الذي يعقد بحي الشجاعية.
يعتمد الغزاويون بشكلٍ رئيسي على البحر الذي تشتهر شواطئه برمالها الذهبية البراقة، لكن قوات الاحتلال تمنع الغزاويين من الصيد وتفرض عليهم الحصار الجائر.
اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن ميناء غزة التاريخي؟
وما لا يعرفه كثيرون عن ميناء مدينة غزة هو أنه كان من أهم موانئ فلسطين، وهو يقع غرب القطاع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وقد ورد ذكره في العديد من النصوص التاريخية القديمة، وكان يُعدُّ ميناءً محوريّاً في طرق تجارة القوافل في العالم القديم.
أبرز المعالم التاريخية والدينية في مدينة غزة
-الجامع العمري الكبير: يُعد أقدم وأعرق المساجد في غزة، يتميز بمعماره القديم والرخامي، وقد أنشئ في العصور المملوكية وتم تجديده عدة مرات خلال التاريخ.
- مسجد السيد هاشم: موقع وثير يضم ضريح السيد هاشم، جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أنشئ في القرون الوسطى، ويُعد من أكبر وأجمل المساجد الأثرية في المدينة.
-مسجد المغربي: يعود تاريخ بنائه إلى القرون الوسطى، وكان مقراً للشيخ محمد المغربي، وهو مثال على المعمار العثماني في المنطقة.
-جامع المحكمة البردبكية: يُعد من المعالم التاريخية الهامة، وكان في الأصل مدرسة ومحكمة قضائية، بُني في العصور المملوكية.
-سوق القيسارية: سوق قديم يعود للعصور المملوكية ويُعرف بتجارته في الذهب والحلي.
-قصر الباشا سبيل السلطان: يمثّل موقعاً تاريخياً مهماً، كان مقراً لنائب غزة في العصور العثمانية.
-الزاوية الأحمدية: زاوية تاريخية تضم ضريحاً وقبة رائعة، بُنيت في القرون الوسطى.
-حمام السمرة: يُعد أحد الحمامات العثمانية الباقية في غزة، وتم تجديده مؤخراً.
-جامع الشيخ زكريا: جامع تاريخي أقيم في العصور المملوكية وتحفظ مئذنته حتى الآن.
-كنيسة الروم الأرثوذكس:كنيسة قديمة دمّرتها طائرات الاحتلال، تعود للقرون الوسطى، تميّزت بجدرانها السميكة والزخارف الرخامية.
-جامع علي بن مروان: يعد من أبرز المساجد في غزة، وقد بُني خلال العصر المملوكي. يحتضن ضريح الشيخ علي بن مروان، وتجاوره مقبرة تحمل اسمه وتضم شواهد قبور تعد وثائق تاريخية هامة.
-جامع ابن عثمان: يعد واحداً من أكبر المساجد الأثرية في المدينة ويمثل نموذجاً رائعاً للعمارة المملوكية. بُني خلال فترة المملوكية بواسطة أحمد بن عثمان، ويضم قبر الأمير سيف الدين يلخجا.
- مسجد الظفر دمري: من بناء العصر المملوكي ويتميز بمدخله الزخرفي الرائع، بُني بأيدي فنانين محليين ويعكس جمال العمارة والزخارف في تلك الفترة.
-تل المنطار: يقع شرق حي الشجاعية ويعود إلى العصور القديمة، يضم آثاراً وتكوينات معمارية قديمة ويُعتقد أنها تعود لمدينة بيت جلايم الكنعانية. تاريخياً، كانت مدينة غزة القديمة موجودة على هذا التل.
-مدينة دير البلح تشتهر بتوابيت عصر برونزي متأخّر بشكل إنساني، يرجع تاريخها إلى ما قبل 1200 قبل الميلاد. الموقع يحتوي على أكبر مجموعة من هذه التوابيت في فلسطين، وتم اكتشافها في مقابر محفورة من الحجر والطين الأحمر. التوابيت مُعروضة الآن في متحفي الروكفلر و"إسرائيل" في القدس.
-تل الرقيش في المنطقة نفسها يحتوي على مستعمرة فينيقية ومقبرة تعود للعصور الحديدية والفارسية. الحجم والهياكل الدفاعية تدل على أهمية الموقع كميناء بحري على الطريق التجاري القديم.
-مسجد النصر في بيت حانون يعود إلى 637 هـ وهو نموذج فريد من المساجد الأيوبية، شيّد على دير قديم، ويرتبط اسمه بالقديس جورجس.
-تل الذهب في بيت لاهيا يعود للعصور القديمة وكان موقعاً مهماً، يمكن منه مشاهدة الحدود الفاصلة بين فلسطين ومصر.
-مدينة رفح من المدن القديمة ذات الأهمية التاريخية، تأسست قبل 5 آلاف سنة وكانت تعرف بأسماء مختلفة. تقع في أقصى الجنوب وتشترك في حدودها البحر ومصر، لها أهمية اقتصادية بفضل المعبر البري والمطار، تحتوي على العديد من المواقع والخرب الأثرية.