ثاني أكسيد الكربون ارتفع إلى مستويات قياسية جديدة عام 2024
ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يرتفع لمستويات قياسية عام 2024، بزيادة قدرها 3.5 جزء في المليون مقارنة بعام 2023. ويعزى هذا الارتفاع إلى الأنشطة البشرية وتأثير ظاهرة النينيو وحرائق الغابات.
-
ثاني أكسيد الكربون .. استمرار الانبعاثات وانخفاض فعالية مصارف الكربون
ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي لتصل إلى مستويات قياسية جديدة عام 2024، وهو ما يُعرِّض الكوكب لارتفاع طويل المدى في درجات الحرارة، وفق ما أوردته نشرة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن غازات الاحتباس الحراري.
وجاء في نشرة غازات الاحتباس الحراري أنّ استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الأنشطة البشرية، وتصاعد حرائق الغابات كانا السبب في ذلك، فضلاً عن انخفاض امتصاص مصارف الكربون، مثل النظم الإيكولوجية على اليابسة وفي المحيطات، لثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يُنذِر بالدخول في حلقة مناخية مفرغة.
Atmospheric carbon dioxide levels jumped by a record amount in 2024 to push concentrations to their highest point since measurements began. https://t.co/w8jQz3y10f
— New Scientist (@newscientist) October 23, 2025
وتضاعفت معدلات زيادة ثاني أكسيد الكربون ثلاث مرات منذ ستينيات القرن الماضي، وفق النشرة، عندما زادت تركيزات هذا الغاز بوتيرة سنوية متسارعة من 0.8 جزء في المليون (ppm) في المتوسط إلى 2.4 جزء في المليون خلال العقد من 2011 إلى 2020. وبين عامي 2023 و2024، ارتفع المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 3.5 أجزاء في المليون، وهذه هي الزيادة الأكبر منذ بدء القياسات الحديثة في عام 1957.
تقول كو باريت، نائبة الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إنّ الحرارة التي يحتجزها ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى تؤدي إلى تغير المناخ بوتيرة متسارعة، وتسبب مزيداً من الظواهر الجوية الأكثر تطرفاً. لذلك، فإنّ خفض الانبعاثات أمر ضروري ليس فقط لمناخنا، ولكن أيضاً لأمننا الاقتصادي ورفاهية مجتمعاتنا".
كذلك، ارتفعت إلى مستويات قياسية تركيزات الميثان وأكسيد النيتروز – وهما ثاني وثالث أهم غازات الاحتباس الحراري المُعمِّرة المرتبطة بالأنشطة البشرية.
وتصدر المنظمة نشرتها السنوية عن غازات الاحتباس الحراري لتوفير معلومات علمية موثوقة يسترشد بها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي يُعقَد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وستنعقد الدورة الثلاثون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30) في بيليم بالبرازيل، حيث تسعى هذه الدورة إلى تكثيف العمل المناخي.
وفي السياق، قالت أوكسانا تاراسوفا، منسقة نشرة غازات الاحتباس الحراري ومسؤولة علمية أولى بالمنظمة: "إنّ مواصلة مراقبة غازات الاحتباس الحراري وتوسيع نطاق هذه المراقبة عاملان على درجة كبيرة من الأهمية لدعم هذه الجهود".
Carbon dioxide levels in the atmosphere soared to a new record in 2024, committing the planet to rising temperatures for years to come@WMO warns that mounting emissions are trapping more heat and fueling extreme weather.https://t.co/Xsw5VeGkKQ pic.twitter.com/szb6KIXyzh
— United Nations (@UN) October 15, 2025
ثاني أكسيد الكربون .. استمرار الانبعاثات وانخفاض فعالية مصارف الكربون
عندما صدر العدد الأول من النشرة عام 2004، كان المتوسط السنوي لمستوى ثاني أكسيد الكربون 377.1 جزء في المليون، وفقاً للقياسات التي قامت بها شبكة محطات الرصد التابعة لبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. في حين وصل هذا المستوى إلى 423.9 جزء في المليون في عام 2024.
ويبقى في الغلاف الجوي حوالى نصف إجمالي ثاني أكسيد الكربون المنبعث كل عام، أما الباقي فتمتصه النظم الإيكولوجية البرية والمحيطات على كوكب الأرض. ومع ذلك، فإنّ تخزين ثاني أكسيد الكربون في هذه المصارف لن يدوم للأبد. فمع ارتفاع درجة الحرارة العالمية، تمتص المحيطات كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون بسبب انخفاض قابليته للذوبان في درجات الحرارة المرتفعة، وفي الوقت نفسه تتأثر مصارف الكربون البرية بعدة طرق منها احتمال حدوث جفاف يستمر لفترات أطول من ذي قبل.
.@WMO Greenhouse Gas Bulletin: Atmospheric CO₂ levels rose to new highs in 2024, driven by human emissions, increased wildfires & weakened land & ocean absorption.
— United Nations Geneva (@UNGeneva) October 19, 2025
This surge threatens to create a vicious climate cycle, leading to more long-term warming & extreme weather. pic.twitter.com/LXJoTZwhAO
اقرأ أيضاً: ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البيئة؟
ومن المُرجَّح أن تعود الزيادة القياسية في تركيزات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2023 و2024 إلى المساهمة الكبيرة من انبعاثات حرائق الغابات وانخفاض امتصاص اليابسة والمحيطات لثاني أكسيد الكربون في عام 2024 – وهو العام الأحر على الإطلاق، واقترن ذلك بحدوث ظاهرة النينيو القوية.
خلال سنوات ظاهرة النينيو، تميل مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى الارتفاع، نظراً لأنّ كفاءة مصارف الكربون على اليابسة تتراجع بسبب جفاف الغطاء النباتي وحرائق الغابات – وهذا ما حدث في موسم استثنائي للجفاف والحرائق في منطقة الأمازون وجنوب القارة الأفريقية في عام 2024.
🌍 A record-breaking surge in CO₂ levels in 2024 is a stark reminder: the climate clock is ticking faster than ever.
— Health Policy Watch - Global Health News Reporting (@HealthPolicyW) October 18, 2025
In 2024, global atmospheric CO₂ jumped by 3.5 ppm — the largest annual rise ever measured.
🔥The culprit? Wildfires + weakened carbon sinks.… pic.twitter.com/pxnoh0L3Pa
وأشارت تاراسوفا إلى أنّ "هناك قلق من أنّ مصارف ثاني أكسيد الكربون البرية وفي المحيطات أصبحت أقل فعالية، وهو ما سيزيد من كمية ثاني أكسيد الكربون التي ستبقى في الغلاف الجوي، ومن ثم يؤدي إلى تسريع الاحترار العالمي"، مشيرةً إلى أنّ "المراقبة المستمرة والمُعزَّزة لغازات الاحتباس الحراري أمر بالغ الأهمية لفهم هذه الحلقات".
وبحسب النشرة فإنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اليوم لا تؤثر فقط على المناخ العالمي في الوقت الحالي، بل أنّ تأثيراتها ستستمر لمئات السنين بسبب عمرها الطويل في الغلاف الجوي.
Atmospheric carbon dioxide levels rose by a record amount in 2024, reaching new highs and locking in further long-term warming and extreme weather, according to the World Meteorological Organization (WMO).https://t.co/ubrzBhj1fe
— UN News (@UN_News_Centre) October 19, 2025
الميثان وأكسيد النيتروز
يمثل الميثان حوالى 16% من تأثير الاحترار على مناخنا بسبب غازات الاحتباس الحراري المُعمِّرة، ويبقى الميثان في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى تسع سنوات تقريباً. ويأتي ما يقرب من 40% من الميثان المُنبعِث في الغلاف الجوي من مصادر طبيعية (مثل الأراضي الرطبة) التي تتأثر بالمناخ أيضاً، في حين ينبعث نحو 60% من الميثان من مصادر بشرية (مثل الحيوانات المجترة، وزراعة الأرز، واستخدام الوقود الأحفوري، ومدافن النفايات، وحرق الكتلة الأحيائية).
في عام 2024، وصل متوسط التركيز العالمي للميثان إلى 1942 جزء في المليار (ppb) – بزيادة قدرها 166% عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية (قبل عام 1750).
أما أكسيد النيتروز، فهو ثالث أهم غازات الاحتباس الحراري المُعمِّرة، ويأتي من مصادر طبيعية وأنشطة بشرية مثل حرق الكتلة الأحيائية، واستخدام الأسمدة والعمليات الصناعية المختلفة.
في عام 2024، بلغ متوسط التركيز العالمي لأكسيد النيتروز 338.0 جزء في المليار – بزيادة قدرها 25% عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
World's c02 levels hit a record high in 2024:
— GO GREEN (@ECOWARRIORSS) October 20, 2025
with a large contribution from wildfire emissions and a reduced uptake of CO2 by land and the ocean in 2024—the warmest year on record
About half of the total CO2 emitted each year remains in the atmospherehttps://t.co/dqqAon6poa