بعد عامين من عدوان الاحتلال.. صور الأقمار الصناعية تكشف دمار 95% من أراضي غزة الزراعية

تضرر نحو 89% من المحاصيل السنوية الزراعية و98% من محاصيل الأشجار في قطاع غزة، وفقدان الغطاء النباتي نتيجة جرف الأراضي الزراعية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على القطاع.

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت الأراضي الزراعية والحقول والبساتين
    قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت الأراضي الزراعية وجرفت الحقول والبساتين وتركتها من دون غطاء نباتي

كشفت صور عبر الأقمار الصناعية عن تضرر نحو 95% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وألحق العدوان الإسرائيلي على القطاع خسائر فادحة في الممتلكات والأراضي الزراعية، حيث دُمر نحو 84% من المباني، وحقول وبساتين زراعية، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وقام هي ين، وهو جغرافي بجامعة ولاية كينت، بتتبع فقدان الغطاء النباتي في قطاع غزة، عندما قامت القوات الإسرائيلية بتجريف وقصف المزارع في القطاع، وتدمير شبكة الري، وتلويث التربة، وتهجير المزارعين قسراً أو قتلهم، وترك الحقول مهجورة.

وطول عامين من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، صرّح ين لبرنامج "ييل إنفايرومنت 360" قائلاً إنّ نحو 89% من المحاصيل السنوية و98% من محاصيل الأشجار قد تضررت.

وبما أنّ معظم المزارع في غزة لا تتجاوز مساحتها فدانين، قال ين في وقت سابق من هذا العام: "إنّ فقدان شجرة واحدة قد يكون مدمراً في القطاع".

ومن جهته، أفاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان بأنّ "اقتلاع الأشجار في قطاع غزة عبر استخدام المعدات العسكرية أدّى إلى تحريك وخلط وترقق غطاء التربة السطحية في مناطق واسعة"، بينما "تلوثت التربة بالذخائر والنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة".

ووفقاً للأمم المتحدة فإنّ "إنتاج الغذاء على نطاق واسع غير ممكن في قطاع غزة".

قبيل الحرب، كانت الزراعة تُشكّل 11% من اقتصاد غزة، وتُشكّل ما يقارب نصف صادراتها. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإنّ "استعادة الغطاء الشجري والتربة والأراضي أمرٌ بالغ الأهمية لاستعادة الأمن الغذائي والصحة والقدرة على الصمود لسكان غزة".

أقل من 5% من الأراضي الزراعية كانت تزرع قبل الحرب عام 2023

  • الأقمار الصناعية ترصد 95% من الأراضي الزراعية في غزة بحالة خراب
     قطاع غزة يقف على حافة انهيار بيئي شامل بعد ما يقرب من عامين من الحرب بسبب فقدان الغطاء البيئي

وفي أيار/مايو الماضي، كشف تقرير للأمم المتحدة أنّ "الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة في قطاع غزة أقل من 5% من الأراضي الزراعية التي كانت تزرع قبل الحرب في عام 2023".

ولفت التقرير إلى أنّ "ضرراً كبيراً لحق بالأراضي الزراعية في القطاع بسبب القصف المستمر"، وهو يزيد من "تدهور القدرة على إنتاج الغذاء وخطر المجاعة في المنطقة".

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على قطاع غزة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوعين تقريباً، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع أنّ إجمالي عدد الشهداء بلغ 87 والإصابات 311.

وقبل يومين، حذّر تقرير صادر عن معهد "أرافا" من أنّ قطاع غزة يقف على حافة انهيار بيئي شامل بعد ما يقرب من عامين من الحرب، مع عودة آلاف السكان إلى منازلهم المدمّرة عقب إعلان وقف إطلاق النار.

وكان البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد قدّروا في وقت سابق من العام 2025 كلفة إعادة إعمار غزة بنحو 53 مليار دولار، وفق تقرير مشترك.

تظهر الصورة الجوية من ستينيات القرن العشرين أنّ "الخط الأصفر" لإعادة انتشار قوات الاحتلال في غزة يتطابق تقريباً مع حدود الكثبان الرملية الساحلية في المنطقة، مما يترك غزة من دون الغالبية العظمى من مناطقها الزراعية على التربة الخصبة.

اقرأ أيضاً: "أكبر كارثة".. المكتب الحكومي في غزة: 70 مليون طن من الركام و20 ألف جسم لم ينفجر

اخترنا لك