تقرير: مخزون الكربون ارتفع إلى مستوى قياسي وتحذير من انتكاسة عالمية

تقرير عالمي يتحدث عن ارتفاع نسبة انبعاثات الكربون عالمياً بحيث لم تعد أحواض الكربون الطبيعية والمحيطات قادرة على امتصاص انبعاثاته بسبب تغير المناخ، وتحذير من أنّ أهداف المناخ العالمية قد تواجه الآن انتكاسات كبيرة.

  • تواجه مشاريع إزالة الكربون المعتمدة على الطبيعة خطراً بسبب ضعف قدرتها على امتصاص الكربون
    تواجه مشاريع إزالة الكربون المعتمدة على الطبيعة خطراً بسبب ضعف قدرتها على امتصاص الكربون

حذّر تقرير عالمي جديد من أنّ أحواض الكربون الطبيعية على كوكب الأرض وصلت إلى حدود حرجة، حيث تمتص انبعاثات أقل من المتوقع نتيجة تغير المناخ، على مدى عقود من الزمن مما أدّى إلى إضعاف قدرتها.

وتواجه مشاريع إزالة الكربون المعتمدة على الطبيعة خطراً أيضاً، إذ يعمل تغير المناخ على تقويض موثوقيتها وقدرتها على التخزين على المدى الطويل. ورغم ضرورة نشر عمليات الإزالة على نطاق واسع، فإنها قد تهدد الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي.

وحذّر التقرير من أنّ أهداف المناخ العالمية قد تواجه الآن انتكاسات كبيرة.

يُظهر التقرير السنوي "10 رؤى جديدة في علوم المناخ"، الذي أطلقه أكثر من 70 عالماً من 21 دولة، أنّ الأحواض الأرضية الأضعف – وخاصة الغابات والتربة في نصف الكرة الشمالي – تهدد بعرقلة توقعات الانبعاثات الحالية مع تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وحتى المحيط ــ وهو مصدر حيوي آخر للكربون والحرارة ــ بات يمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون، في حين تعمل موجات الحر البحرية الأكثر تواتراً وشدة على تدمير النظم البيئية، وسبل العيش الساحلية.

كما يسلّط التقرير الضوء على أنّ نشر عمليات الإزالة القائمة على الطبيعة على نطاق واسع قد يأتي على حساب الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، حيث تتنافس هذه المشاريع مع كليهما على مساحة الأرض.

 

كذلك يؤكد التقرير أنّ التوقعات بشأن إزالة الكربون من مصادر طبيعية تتجاوز بكثير ما يمكن أن توفره المشاريع الحالية والمصارف الطبيعية.

وبحسب العلماء، هناك حاجة إلى "عمليات إزالة جديدة" أو تعتمد على التكنولوجيا إلى جانب خفض الانبعاثات بشكل كبير لتصحيح المسار.

ووجد التقرير أيضاً أنّ أسواق ائتمان الكربون الطوعية، التي يمكن أن تعمل في إطارها مشاريع إزالة الكربون، يتم الترويج لها كحل محتمل آخر، ولكنها تعاني من مشكلات مصداقية مستمرة وتتطلب معايير ومقاييس سوقية أقوى لضمان النزاهة.

وفي هذا السياق، قالت سابين فوس، رئيسة قسم في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ وعضو هيئة تحرير التقرير: "لقد اعتمدنا لفترة طويلة على الغابات والتربة لتنظيف فوضى الكربون بهدوء، لكن قدرتها على ذلك تتعثر".

واضافت: "وهذا يعني أننا ربما نقلل من تقديرنا للفجوة الحالية في الانبعاثات وكذلك وتيرة الاحترار المستقبلي".

يُعد تقرير "10 رؤى جديدة"، مبادرة مشتركة بين منظمة Future Earth ومنظمة Earth League وبرنامج أبحاث المناخ العالمي، وبمثابة خلاصة أحدث التطورات في علم المناخ خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية في عشر رؤى موجزة، ليكون بمثابة مورد موثوق لصناع السياسات.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه المفاوضون لمؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 في البرازيل، وهي لحظة محورية بعد مرور 10 سنوات على اتفاق باريس، وفي خضم موجة جديدة من أهداف المناخ المحدثة من البلدان في جميع أنحاء العالم.

وتتناول رؤى التقرير العوامل التي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي في عامي 2023 و2024، حيث تفرض الحرارة الشديدة ضغوطاً غير مسبوقة على موارد المياه العذبة والصحة البشرية وسبل العيش.

كما تكشف الأبحاث الجديدة التي تمّ تجميعها في التقرير كيف تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى خفض مستويات المياه الجوفية، وهو أمر حيوي في العديد من المناطق للزراعة.

يساهم تغير المناخ أيضاً في انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض مثل حمى الضنك، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى توسيع موطن الحشرة.

وبالإضافة إلى الصحة البشرية، يشرح التقرير أيضاً كيف يؤدي الإجهاد الحراري إلى انخفاض حاد في إنتاجية العمل، مما يؤثر على الدخول ويؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي على نطاق أوسع. على سبيل المثال، من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة فقط إلى تعريض أكثر من 800 مليون شخص في المناطق الاستوائية لمستويات غير آمنة من الإجهاد الحراري، مما قد يؤدي إلى تقليص ساعات عملهم بنحو 50%.

وفي نهاية المطاف، يظهر تقرير هذا العام أنّ كل خطر مناخي رئيسي تقريباً ينبع من سبب جذري واحد – الفشل في خفض الانبعاثات بالسرعة والحجم المطلوبين.

وفيما يلي الرؤى الـ10 لهذا العام:

1 – ارتفاع قياسي في درجات الحرارة 2023/2024: تشير الأدلة المتعلقة بالعوامل الدافعة وراء القفزات الأخيرة في درجات الحرارة العالمية إلى تسارع محتمل للاحتباس الحراري.

2 – ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشكل متسارع: إنّ ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشكل سريع وتكثيف موجات الحر البحرية يضر بالنظم البيئية ويزيد من مخاطر الطقس المتطرفة.

3 – الضغط على أحواض الكربون الأرضية: تظهر أحواض الكربون الأرضية في جميع أنحاء العالم علامات الضغط مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

4 – التغذية المرتدة بين المناخ والتنوع البيولوجي: إنّ فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ يعززان بعضهما البعض في حلقة مزعزعة للاستقرار.

5 – انخفاض مستويات المياه الجوفية: يؤدي تغير المناخ إلى تسريع استنفاد المياه الجوفية، مما يزيد المخاطر على الزراعة والمستوطنات الحضرية.

6 – تفشي حمى الضنك بسبب المناخ: تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى خلق ظروف أفضل للبعوض الذي ينشر حمى الضنك، مما يؤدي إلى الانتشار الجغرافي للمرض وكثافته.

7 – التأثيرات على إنتاجية العمل: من المتوقع أن يؤدي الضغط الحراري المتزايد إلى تقليل ساعات العمل والإنتاج الاقتصادي.

8 – توسيع نطاق إزالة ثاني أكسيد الكربون: يُعد توسيع نطاق إزالة ثاني أكسيد الكربون بطريقة مسؤولة أمراً ضرورياً، ولكن مع التركيز على الانبعاثات التي يصعب الحد منها والحد من تجاوزات المناخ.

9 – تحديات سلامة سوق الكربون: هناك حاجة إلى تعزيز المعايير والشفافية في أسواق الكربون الطوعية لضمان تحقيق فوائد تخفيف حقيقية.

10 – مزيج السياسات الفعّال: إنّ مزيج السياسات المصمم بعناية أكثر فعالية من التدابير الفردية في تحقيق تخفيضات عميقة ودائمة للانبعاثات.

اقرأ أيضاً: ثاني أكسيد الكربون ارتفع إلى مستويات قياسية جديدة عام 2024

اخترنا لك