بعدما خلف دماراً هائلاً في الكاريبي.. "ميليسا" يواصل مساره نحو برمودا

إعصار "ميليسا" صنّف كأحد أطول الأعاصير من الفئة الخامسة في التاريخ، إذ حافظ على قوته القصوى لمدة 36 ساعة متواصلة، وبعدما خلّف دماراً هائلاً في جامايكا وكوبا وهايتي وجزر البهاما، يتجه الإعصار نحو برمودا.

  • أدّى إعصار
    أدّى إعصار "ميليسا" إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً في منطقة البحر الكاريبي

يتجه إعصار "ميليسا" بسرعة نحو برمودا، بينما لا تزال دول الكاريبي تتعامل مع آثار الدمار الهائل الذي خلّفه في جامايكا وكوبا وهايتي وجزر البهاما، حيث لقي ما لا يقلّ عن 30 شخصا حتفهم.

ووفقاً للتقارير الأخيرة، فقد أدّى إعصار "ميليسا" إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً في منطقة البحر الكاريبي، حيث سجّلت هايتي أكبر عدد من الضحايا بواقع 25 شخصاً على الأقل. كما أودى الإعصار بحياة عدة أشخاص في جامايكا، وتسبّب في فيضانات ودمار واسع، وكذلك في جمهورية الدومينيكان.

ويُعدّ إعصار "ميليسا" حالياً إعصاراً من الفئة الثانية القوية، إذ كان يبعد نحو 685 ميلاً جنوب غرب برمودا صباح أمس الخميس، وتبلغ سرعة رياحه 105 أميال في الساعة، ويتحرّك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة 21 ميلاً في الساعة.

وعلى الرغم من ابتعاده عن الكاريبي، فإنّ تأثيرات هذه العاصفة المدمّرة ستستمر حتى نهاية الأسبوع. ومن المتوقّع أن يمرّ الإعصار اليوم الجمعة غربي برمودا، التي تخضع حالياً لتحذير من الإعصار، قبل أن يتجه نحو نيوفاوندلاند في كندا، حيث يُحتمل أن يضربها أو يمرّ قريباً منها في وقت متأخر من الجمعة أو صباح السبت.

وفي الوقت نفسه، من المتوقّع أن تؤدّي عاصفة منفصلة سريعة الحركة تمرّ من منطقة الأطلسي الأوسط نحو نيو إنغلاند إلى الاستفادة من الرطوبة المدارية التي يجلبها "ميليسا"، مما سيسبّب هطول أمطار غزيرة، وعواصف رعدية قوية إلى شديدة، ورياحاً عاصفة تمتد من واشنطن العاصمة إلى بوسطن.

وضرب إعصار "ميليسا" اليابسة ثلاث مرات خلال الأسبوع، بينما كانت السلطات في جامايكا وكوبا وجزر البهاما تقيّم أضرار يوم أمس الخميس.

وقال وزير الزراعة في جامايكا إنّ نحو 90 في المئة من المنازل تضرّرت، والعديد من المناطق باتت معزولة عن الطرق والكهرباء والإنترنت، فيما ذكر وزير الصحة أنّ ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم أثناء استعدادهم للعاصفة.

بدوره قال منسّق الأمم المتحدة المقيم في جامايكا، دينيس زولو، في إحاطة افتراضية الأربعاء، إنّ التقييمات الأولية تُظهر "بلداً تعرّض لدمار بمستويات غير مسبوقة".

وفي هايتي، أعلنت وكالة الحماية المدنية أنّ أكثر من 20 شخصاً، بينهم 10 أطفال، لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات، بينما سجّلت ثلاث وفيات إضافية مرتبطة بالطقس في الأسبوع الماضي، عندما كان ميليسا لا يزال عاصفة استوائية.

وذكر مركز التنبؤ بالعواصف أنّ رياحاً مدمّرة وربما أعاصير صغيرة قد تضرب منطقة الأطلسي الأوسط في الولايات المتحدة. وتمتد التحذيرات من الفيضانات الساحلية من فرجينيا إلى لونغ آيلاند وكونيتيكت، حيث يمكن أن تغمر المياه المناطق المنخفضة القريبة من الشاطئ بارتفاع قدم إلى قدمين.

هذا وتستعد برمودا لرياح تتراوح سرعتها بين 60 و80 ميلاً في الساعة، مصحوبة بأمطار غزيرة متقطّعة وبظروف بحرية خطيرة تهدّد الحياة، على أن يتحسّن الطقس هناك في وقت لاحق اليوم الجمعة.

كما أنه من المحتمل أن تكون نيوفاوندلاند آخر محطة للإعصار، حيث يتوقّع أن يضربها في وقت متأخر اليوم أو صباح السبت، مصحوباً برياح قوية وأمطار غزيرة، قبل أن يندمج مع نظام جوي آخر ويفقد خصائصه المدارية في مياه شمال الأطلسي الباردة.

التوقّعات لا تشير إلى تشكّل أيّ أعاصير أو عواصف استوائية جديدة فوراً بعد "ميليسا"، رغم أنّ موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي يستمر حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فيما تبقى درجات حرارة المياه الدافئة التي غذّت "ميليسا" عند تشكّله أعلى من معدلاتها المعتادة.

وفي هذا السياق، أكّد عالم الأرصاد الجوية مايكل لوري أنّ "ميليسا كان أحد أطول الأعاصير من الفئة الخامسة في التاريخ، إذ حافظ على قوته القصوى لمدة 36 ساعة متواصلة، وهو رقم قياسي في سجل الأعاصير الأطلسية".

رائد فضاء روسي يوثّق لقطات لإعصار "ميليسا" من الفضاء

وفي السياق، نشر رائد الفضاء الروسي اليكسي زوبريتسكي، صوراً التقطها من محطة الفضاء الدولية، تظهر إعصار "ميليسا" القوي الذي ضرب سواحل البحر الكاريبي.

وعلّق زوبريتسكي على صور الإعصار  التي نشرها على قناته على "تليغرام"، موضحاً أنّ "الإعصار يُعدّ واحداً من أقوى الأعاصير على الإطلاق".

وقال إنّ الإعصار مرّ عبر جامايكا وكوبا، ويتجه حالياً نحو جزر البهاما، حاملاً معه أمطاراً غزيرة جداً تسبّبت بفيضانات وانقطاعات واسعة في التيار الكهربائي في المناطق التي ضربها، وإنّ هذا الإعصار فريد من نوعه، فقد اشتدّ تقريباً على الفور، وتحوّل من عاصفة استوائية إلى إعصار قوي جداً في ظرف 24 ساعة تقريباً.

وأشار رائد الفضاء الروسي إلى أنّ الإعصار، من منظور الفضاء، يبدو كوحش حيّ، لكنه محاط بـ"مصائر على المحكّ".

وأوضح أنّ اللقطات التي وثّقها للإعصار تمّ تصويرها من وحدة "كوبل" على متن المحطة الفضائية الدولية، وهي قبة بانورامية بسبع نوافذ شفافة صمّمت خصيصاً لمراقبة الأرض والفضاء الخارجي.

اقرأ أيضاً: في ذكرى تأسيسها.. الأمم المتحدة تدعو لتُعجيل جهود الإنذار المبكرة ضد الكوارث المناخية

اخترنا لك