الاحترار المناخي يحوّل البحيرات في شمال اليونان إلى مساحات جافة
بسبب الاحترار المناخي البحيرات في شمال اليونان تتحوّل إلى مساحات جافة كلياً، والسكان في المنطقة يقولون إنهم باتوا قادرين على السير على أرضية متشقّقة ورؤية أسماك نافقة مع انبعاث روائح كريهة.
في شمال اليونان الذي يعاني من ظاهرة الاحترار المناخي، يشعر السكان والخبراء بالقلق من وضع مسطحات مائية كثيرة في المنطقة، بات المشي أو تتبّع مسارات إطارات الدراجات النارية ممكناً فيها، حيث تظهر أرضية متشقّقة وأسماك نافقة وتفوح روائح كريهة.
تعاني بحيرة كورونيا بالقرب من مدينة سالونيكي، ثاني أكبر مدينة في اليونان، من آثار درجات الحرارة القياسية التي شهدتها خلال هذا الصيف، تماماً مثل البحيرات الطبيعية الثلاث الأخرى في المنطقة، بيكروليمني وفولفي ودوراني.
ويلاحظ السكان يوماً بعد يوم، أنّ مياه هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 42 كيلومتراً مربّعاً تختفي، ويرصدون أسماكاً وطيوراً نافقة.
وقد وجدت طيور نحام وردي ملاذاً في مناطق معيّنة حيث يتيح لها انخفاض مستوى المياه العثور على الطعام.
ويحذّر المسؤول في المنطقة كوستاس هادزيفولغاريديس من أنّ "الرائحة الكريهة المنبعثة من البحيرة أصبحت قوية جداً"، مضيفاً أنه "إذا لم يكن هذا الشتاء جيداً، ولم نشهد ما يكفي من الثلوج والأمطار، فسنواجه مشكلة كبيرة في العام المقبل".
Drying lakes and thirsty trees: In drought-hit Greece, water trucks are keeping crops alive https://t.co/ML9zhL6F7i pic.twitter.com/Ua75r3OJGT
— Greek News Online (@GRK_News_Online) August 28, 2024
وعلى بعد نحو خمسين كيلومتراً، تقع بحيرة بيكروليمني، وهي البحيرة المالحة الوحيدة في البر الرئيسي لليونان بفضل الصخور البركانية القريبة. ولكن في أيلول/سبتمبر الجاري، لم يبق سوى الأنماط الهندسية المميّزة للمياه المتبخّرة فيها.
وبحسب المركز اليوناني لحماية البيئة الحيوية، كانت مستويات البحيرات الأربع في هذه المنطقة من مقدونيا الوسطى من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس، "بصورة مستمرة عند أدنى مستوياتها من فترة 2013-2024".
وعلى مدى العامين الفائتين، كان هطول الأمطار السنوي المحلي "منخفضاً جداً"، وكانت درجات الحرارة المسجّلة منذ بداية عام 2024 الأعلى في العقد الفائت، بحسب عالمة الهيدرولوجيا إيريني فارسامي.
وسبق أن دق مشغّل إدارة المياه في أثينا ناقوس الخطر بعد الانخفاض في مستوى بحيرة سد مورنوس، الخزّان الرئيسي للعاصمة، والذي عاودت الظهور في قاعه مبانٍ مهجورة خلال أعمال بناء.
ودُعي سكان أثينا إلى مراقبة استهلاكهم للمياه، لكنّ أي قيود لم يتمّ فرضها حتى اليوم.
وكان وزير البيئة والطاقة ثيودوروس سكيلاكاكيس، أعلن مؤخّراً عن خطة بمليارات اليورو تنصّ على أعمال جديدة وتحديث للشبكة الحالية من أجل تحسين جودة المياه والحدّ من خسارتها.