في ذكرى النكسة.. من خندق القسطل إلى خندق القسطل
لا أفهم تماماً ما هي الفكرة الصهيونية من الحفاظ على خنادق وأنفاق القسطل كما هي وتحويلها لمزار يومي أمام أطفاله.
رغم مرور خمسة وسبعين عاماً على الاحتلال الصهيوني لفلسطين، عندما سقطت المدن والقرى الفلسطينية في قبضة الاحتلال. ورغم مساعيه الحثيثة لمحو وتدمير آثار الوجود الفلسطيني إلا أنه يقف عاجزاً اليوم أمام العديد من تلك الآثار. ومن هذه الآثار خندق القسطل، الذي حاصرته أيدي الثوار قبل النكبة بسنوات؛ فكان في المقدمة عندما استطاع الثوار هزيمة العصابات الصهيونية في جولات القتال الأولى، وصمدت القسطل صمود قلعة عكا أمام نابليون؛ بل كانت تعطي الأفضلية لمن يسيطر عليها، فحاول العدو اقتحامها وإسقاط صمودها مرات عديدة، حتى تمكن من ذلك بعد جهد وخسائر كبيرة.
لا أفهم تماماً ما هي الفكرة الصهيونية من الحفاظ على خنادق وأنفاق القسطل كما هي وتحويلها لمزار يومي أمام أطفاله. مع العلم أن خطوات عبد القادر الحسيني وثوار الجهاد المقدس وأصوات المعارك لا تزال حاضرة في الخنادق.
لم أجد إجابة دقيقة، لكن يمكنني أن أجزم أنهم لم يمحو آثاره، لأنه أصبح من معالم وتضاريس الأرض ومكوناتها، وهذا دليل على أن الخندق محفور في وعيهم وإدراكهم، ليبقى شاهداً على أن الثوار قد مروا من هنا.
وإني لأظن أنه قد اقترب ذلك الوقت الذي سيعود به الثوار لخندقهم، لتبدأ معارك التحرير من حيث انتهت، ليدرك العدو الصهيوني أن الثوار قد انسحبوا تكتيكياً وأنه وقع في كمين من كمائن القسطل.