في ظل التكرار الملحّ من ترامب لدعوات التهجير والضم، ومع استغلال اليمين الإسرائيلي الحاكم هذه الدعوة، كيف يمكن مواجهتها، سواء بتجاوزها أو احتوائها؟

يأتي تصاعد التفجير في مخيم جنين، وهو يضمّ عشرات الأبنية المكوّنة من مئات البيوت، كتعبير عن تفريغ عقد الاحتلال النفسية تجاه هذا المخيم الذي يناطح المحتلين طوال عقود طويلة مضت.

يراهن المحتلّ على انشغال العالم بترددات الصفقة في غزة، ومتابعة محطات تنفيذها، ليهدم مخيم جنين بصمت، حيث الإعلام المحلي والعالمي يلاحق التطورات القريبة والبعيدة، وليس ثمّة متسع لجنين ومخيمها!

تراخي قبضة نتنياهو لن يعوضها الهجوم على الضفة، ولاسيما جنين ومخيمها البطل، مهما حقق من نتائج أمنية هي بالأصل تراوح مكانها منذ سنوات عدة.

بعيداً من شعارات النصر والهزيمة، هل يمكن للإسرائيلي أن يتجاوز تبعات عبور السابع من أكتوبر وآثار دم الطفولة والبراءة على يديه المتوحشتين؟

خيار ترشيد المقاومة وتفعيل أدائها يمكنه أن يخلط الأوراق، وهنا يأتي مشروع يسرائيل كاتس منذ كان وزيراً لخارجية الاحتلال وقبل أن يصبح وزيراً للحرب، والقاضي بهدم المخيمات وخاصة في شمال الضفة.

كثر الجدل في دوائر صنع القرار الإسرائيلي حول أزمة التصدي لليمن، وهو ما انعكس على وسائل الإعلام والرأي العام الإسرائيلي، وترددت قوائم اغتيالات إسرائيلية بحق قادة في أنصار الله.

يأتي مشروع داوود ليشكّل ضغطاً كبيراً على العراق ثم تركيا، فيكون الجميع في مرمى النيران بما فيها تركيا التي كانت تناور وتحاور وترى في نفسها القوة الكبيرة البعيدة عن حمم البركان الإسرائيلي.

يغامر بن غفير بإقالته من الحكومة، لأن الأعراف السياسية في الكيان الإسرائيلي أن تصويت وزير في الحكومة ضد موازنة الدولة يعد بمنزلة حجب ثقة، ويفتح الباب لإقالته من الحكومة.

نجح الإسرائيلي، في تصوير المشهد باعتباره انتصاراً تاريخياً على حساب محور المقاومة الذي ساند غزة في محنتها وحيداً، ولكن هذا الإخراج يتجاهل عناصر القوة الرئيسة التي ما زالت المقاومة تقبض عليها من دون تردّد.