كأنما القدر شاء أن يربط بين هذه الأرواح العظيمة في رحيلها كما في نضالها. فرحيل نصر الله، في اليوم ذاته الذي غادر فيه عبد الناصر، يحمل رسالة أن القضية التي دافع عنها الرجلان، ستظل حيّة نابضة في وجدان الأمة. 

العدوان الصهيوني الذي يستهدف قطاع غزة وجنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ما هو سوى انعكاس لأطماع نتنياهو المتجذرة في تلموديات توسعية، تدعمها قوى يمينية متطرفة داخل "إسرائيل" وخارجها.

ما يجري في لبنان اليوم هو جزء من مخطط إسرائيلي أكبر بقيادة نتنياهو لتوسيع دائرة الصراع، بهدف الضغط على المقاومة اللبنانية وتوريط الولايات المتحدة والقوى الدولية في حرب إقليمية شاملة.

العالم يقف على حافة هاوية خطيرة، إذ تهدد التوترات الراهنة بإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة.. رغم وجود العديد من العوامل التي تدفع نحو التصعيد، فإن هناك أيضاً فرصاً حقيقية لتجنب الكارثة.

على غزة أن تتعلم من تجربة بيروت، وأن تدرك أن الصمود وحده ليس كافياً، بل يجب أن يكون مقروناً بالحذر واليقظة في كل خطوةٍ تقدم عليها.

 في ظلّ تعقيداتِ المشهدِ الإقليمي وتزايد التحديات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي، تأتي القمة المصرية الصومالية كعلامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.

مصر تدرك تماماً أن تحقيق السلام والاستقرار في قطاع غزة لا يخدم مصلحة الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً مصلحة الأمن القومي المصري والإقليمي. ولذلك، كان دور مصر دائماً يتخطى مجرد التوسط بين الأطراف.

مع استمرار التجاوزات الإسرائيلية، تصبح الحاجة ملحَّة لمراجعة شاملة للعلاقات المصرية الإسرائيلية وتحديد مستقبل اتفاقية كامب ديفيد، بما يضمن حماية الأمن القومي المصري ويحافظ على حقوق الشعوب العربية.

ثورة 23 يوليو، بمرور72 عاماً، تظل واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة في تاريخ مصر الحديث.. هذه الثورة لم تكُن مجرد حدث سياسي، بل كانت حلم أمة تسعى للتغيير والعدالة والتحرر.

رغم عمق العلاقات بين مصر والسودان، فإنَّ هناك تحديات تواجه هذه العلاقات، ولكن بالنظر إلى التاريخ الطويل من التعاون والتلاحم بين البلدين، يمكن القول إن هذه التحديات ليست سوى محطات يمكن تجاوزها.