في المنطقة العربية، يصطدم التغيير ببنيات ذهنية وفكرية تقليدية تأبى التغيير أو التفكير في محاولة التعايش معه.

أصبحت العلاقات الاجتماعية رهينة المصالح الاقتصادية، وتسودها البراغماتية  والحسابات ومنطق "رابح رابح"، وافتقدت النواة الصلبة الأبدية التي تمنحها الحس الإنساني والمودة الخالصة. 

مما لا مرية فيه أن العمق النفسي والسيكولوجي للرأسمال البشري بالمنطقة العربية تخترقه الهشاشة والوهن.

إنه ارتزاق على مستوى جيواستراتيجي، يستجيب لغرائز الأنانية والانتهازية، ويهتم بتحقيق الغاية، كيفما كانت نوعية الوسائل المستعملة.

تحيل التجربة إلى ضرورة التدبر والتفكر وإعمال العقل، لمحاولة فهم أسرار الكون وما يجري من أحداث.

متى نستفيق ونقوم بمساءلة الذات ونعتبر من دروس الآخرين؟ الوحدة بالنسبة إلى دول المنطقة العربية أكثر من مسألة موت أو حياة!

يشكّل التطبيع دواء التخلّص من العزلة النفسية التي يئنّ كيان الاحتلال تحت وطأتها منذ تاريخ زرعه في المنطقة المُغْتَصبة.

عاش في الماضي، لكنه ظلّ حاضراً بما خلَّفه من إرثٍ حركي يكتسي راهنيّة عجيبة، ويفتح الآفاق لورش عمل مُستقبلية.

تحظى تجربة صناعة الشعوب بأهميّةٍ مفصليةٍ في ضمان استمرارية الدول وحماية أمنها القومي وتماسك نسيجها الداخلي.

قدوم هذا الفيروس المجهري غير المرحّب به، كشف لنا عن بعض الأوجه الإيجابية من عمق الذخائر البشرية والهمم المتعالية للشعوب العربية، رغم ما تكابده من أزمات ومحن.