طراد - طرّاد
الأصل في معنى الطِّراد هو الطَرد أي الإبعاد. يقال: طَرَدَه، يطرُده، طَرْداً، إذا أبعده ونحّاه، فهو طارِد والآخر مطرود.
قُلْ لِلحمائمِ في ضِفافِ الوادي
يا لَيتَكُنَّ على شِغافِ فؤادي
لِتَرَينَ كيفَ تَبعثَرت أحلامُهُ
وجرت بهِ الآلامُ خَيلَ طِرادِ
كانت تَشِعُّ على جوانبِهِ المُنى
فَخبَت وبُدِّلَ جَمرُها بِرمادِ
هذه الأبيات من قصيدة وجدانية للشاعر اللبناني المهجري إيليا أبو ماضي (1890 - 1957)، أحد مؤسسي الرابطة القلمية في الولايات المتحدة هو وجبران خليل جبران وميخائيل نُعَيمة. تفرّغ للأدب والصحافة وغلب على شعره المواضيع الوجدانية والوطنية والاجتماعية، وعبّر عن تعاطفه مع القضايا العربية والمأساة الفلسطينية ودعا أبناء قومه إلى التضامن والوحدة ونبذ التعصّب والطائفية.
في الأبيات أعلاه يناجي الشاعر سرباً من الحمائم يهدِلن على ضفاف نهر قائلاً إنّكنّ لو لامستنّ غلاف قلبي لرأيتنّ كيف تبخّرت أحلامه وتتابعت عليه الآلام تتابع الخيل إذ يجري بعضها في إثر بعض، وكيف انطفأت جذوة أمانيه وتحوّل وهجها إلى رماد.
يستوقفنا تشبيه الشاعر لتتابع الآلام بخيل الطِراد وهي الجياد التي يتبع بعضها بعضاً أثناء عدوها في حرب ونحوها.
والطِّراد والمطاردة بمعنى واحد وهما مصدرا الفعل طارد. يقال: طارده، يطارده، مُطاردَة وطِراداً، إذا لاحقه وتتبعه يريد الإمساك به، فهو مطارِد، والآخر مُطارَد. من ذلك قول أبي الطيّب المتنبّي (915 - 965):
أهُمُّ بِشيءٍ والليالي كأنّها
تُطارِدُني عن كَونِهِ وأُطارِدُ
وحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كلِّ بلدةٍ
إذا عَظُم المطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
ومُطاردة الفرسان أن يحمل بعضُهم على بعض. ومن هذا أُخِذ اسم العلم المذكّر طِراد. ويوم الطِراد عند العرب هو يوم المعركة. من ذلك قول ميمون بن قَيس، المعروف بأعشى قَيس (570 - 625):
كلّا زعَمتُم بِأنّا لا نقاتِلُكم
إنّا لأمثالِكم يا قَومَنا قُتُلُ
قالوا الطِرادَ فقُلنا تلكَ عادتُنا
أو تَنزِلونَ فَإنّا مَعشَرٌ نُزُلُ
والأصل في معنى الطِّراد هو الطَرد أي الإبعاد. يقال: طَرَدَه، يطرُده، طَرْداً، إذا أبعده ونحّاه، فهو طارِد والآخر مطرود. ويقال في الصيد: طَرَد الطريدَة، يطرُدها، طَرَداً، إذا تتبّعها يريد صَيدَها. واطّرد الشيءُ يطّرِد اطِّراداً، إذا تابع بعضه بعضاً، وإنّما قيل ذلك تشبيهاً كأن الأول يطرد الثاني. واطّرد الأمر: استقام. وكل شيء امتدّ فهذا قياسه. وطرّده،تطريداً: بالغ في طرده، فهو مُطرِّد، والآخر مُطَرَّد. ومن هذا سمّت العربُ الرجل مُطرِّداً بصيغة اسم الفاعل. كما سمّته طَرّاداً بصيغة المبالغة من طرَد أي الكثير الطرْد لعدوّ أو نحوه. وحديثاً يطلق على السفينة الحربية التي تلاحق السفن المعادية اسم طَرّاد.
والطَّرود على وزن فعول مبالغة الطارد. وبنو طَرود قوم من العرب.