رحيل الروائي وعالم الاجتماع حليم بركات

الروائي وعالم الاجتماع السوري، حليم بركات، يرحل في الولايات المتحدة عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد مسيرة أدبية وأكاديمية طويلة، أنتج خلالها العديد من الكتب الهامة.

  • اشتُهر بركات بشكل خاص بروايته
    اشتُهر بركات بشكل خاص بروايته "ستة أيام"

توفي الروائي السوري وعالم الاجتماع، حليم بركات، في الولايات المتحدة الأميركية، التي هاجر إليها للعمل أستاذاً جامعياً في عدد من أهم جامعاتها، كان آخرها جامعة "جورج تاون".

وُلِد بركات في قرية الكفرون، الواقعة بين طرطوس وحمص، في العام 1933. انتقل مع والدته وأخوته إلى بيروت بعد وفاة والده، عندما كان في العاشرة من عمره. أعالت الوالدة العائلة الصغيرة من عملها، ودفعت أولادها للتعلّم على الرغم من كونها أميّة.

تدرّج ابنها البكر حليم في صفوف دراسته بتفوق، إلى أن دخل إلى الجامعة الأميركية في بيروت لدراسة علم الاجتماع، الذي اختاره من أجل تدعيم فهمه للمجتمع وبالتالي كتابته الروائية، إلّا أن عمله الأكاديمي سرقه من طموحه الأدبي، فبعد ذهابه لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة، عاد إلى بيروت للتدريس في الجامعة الأميركية، لكنّه لم يكن راضياً عن تعامل إدارة الجامعة معه، وتوقّع أن سبب ذلك هو عمله البحثي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، فاختار العودة للتدريس في الولايات المتحدة.

نشر بركات كتابه الأول في العام 1956، وكان عبارة عن رواية بعنوان "القمم الخضراء"، تلتها مجموعة قصصية بعنوان "الصمت والمطر" في العام 1958. لكنّ ما صنع شهرة بركات الأدبية إلى اليوم هي رواية "ستة أيام"، التي نشرها في العام 1961، والتي اعتبرها الكثيرون رواية تنبّأت بنكسة العام 1967، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه كاتبها، الذي فضّل وضعها في إطار قراءة صحيحة للواقع العربي في حينه. أتبع بركات روايته الشهيرة برواية "عودة الطائر إلى البحر"، التي نُشِرت بعد وقوع النكسة بعامين، وصوّر فيها بطريقة وجدانية ونفسية كيفية معايشة العرب عموماً، والفلسطينيون خصوصاً، أيام الحرب الستة.

  • حليم بركات متوسطاً عدداً من الأدباء العرب
    حليم بركات متوسطاً عدداً من الأدباء العرب

في العام 1984، بدأ حليم بركات نشر مؤلفاته المتعلقة بمجال تخصصه الأكاديمي، مع بحثه المعنون "المجتمع العربي المعاصر.. بحث استطلاعي اجتماعي"، تلاه في العام 2000 "المجتمع العربي في القرن العشرين.. بحث في تغيّر الأحوال والعلاقات". وتطرّق إلى موضوع أزمة الهوية في كتاب "الهوية: أزمة الحداثة والوعي التقليدي"، ليُعرّج منه على موضوع متّصل به وهو موضوع الغربة، من خلال كتابين هما "الاغتراب في الثقافة العربية.. متاهات الإنسان بين الحلم والواقع" (2006)، و"غربة الكاتب العربي" (2011).

كتب بركات نتفاً من سيرته في كتابين، هما "طائر الحوم" (1988)، التي كتبه بعد عودته في إجازة إلى قريته الكفرون، ويسرد فيه ذكريات في طفولته فيها، و"المدينة الملونة" (2006)، الذي يستذكر فيه مدينة بيروت كما يتذكّرها خلال فترة دراسته وعيشه فيها، وكذلك خلال عودته شبه السنوية إليها من إجازات عمله الأكاديمي في الولايات المتحدة.

من روايات حليم بركات الأخرى "الرحيل بين السهم والوتر"، و"إنانة والنهر"، كما أنّه كتب يوميات خلال فترة الغزو الأميركي للعراق، ونشرها في كتاب بعنوان "مدونتي ليوميات احتلال العراق: مقامات الحزن والغضب"، وله كذلك مجموعة قصصية تحوي 4 قصص، تحمل عنوان "رياح وظلال".