رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي
هي إحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي. لُقبت بـ"شهيدة العشق الإلهي"، وكانت عابدة زاهدة تقول إنَّها لا تعبد الله خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته.
رابعة بنت إسماعيل العدوي. ولدت في مدينة البصرة في العراق عام 717 ميلادية تقريباً، وترعرعت في بغداد وعاشت فيها.
هي إحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي. لُقبت بـ"شهيدة العشق الإلهي"، وكانت عابدة زاهدة تقول إنَّها لا تعبد الله خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته.
هي الابنة الرابعة لعابد فقير، وهذا ما يفسر سبب تسميتها "رابعة".
توفي والدها عندما كانت طفلة دون العاشرة، ولم تلبث والدتها أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهنّ بلا عائل، ويتذوقن مرارة اليتم والفقر.
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها في تسيير مركب في نهر البصرة. وبعدما أصاب البصرة جفاف وقحط وصل إلى حد المجاعة، غادرت المدينة، وأصبحت وحيدة مشردة، ثم خطفها أحد اللصوص وباعها لتاجر أذاقها سوء العذاب.
يُروى أنّها نشأت في بيئة إسلامية صالحة، وحفظت القرآن الكريم، وقرأت الحديث، وحافظت على الصلاة، وعاشت طوال حياتها عذراء، على الرغم من تقدم الرجال لخطبتها، لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد.
سُئلت رابعة: "أتحبين الله تعالى؟"، فقالت: "نعم، أحبه حقاً". وسئلت: "هل تكرهين الشيطان؟"، فقالت: "إن حبي لله منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان".
توفيت رابعة في الثمانين من عمرها، عام 785 ميلادية تقريباً.
تمتّعت بموهبة نظم الشعر، فعبّرت عما يختلج قلبها من عشق لله.
ومن قصائدها التي تصف حب الله تقول:
يمكن هنا وضع أغاني من فرقة ابن عربي كختام
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك وأغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى وحــبــــاً لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
ولست على الشجو أشكو الهوى رضيت بما شئت لـي فـي هداك