أنور عبد الملك الذي توقع باكراً صعود الصين
يؤكد المفكر المصري أنور عبد الملك أن إهمال مفكّري الغرب لمقالته عن الاستشراق يعود إلى رفضه الشديد لـ"إسرائيل" كدولة عنصرية استيطانية.
ولد المفكر المصري أنور عبد الملك في القاهرة في 23 تشرين الأول / أكتوبر 1924.
حصل أنور عبد الملك على درجة البكالوريوس في الفلسفة عام 1954 من جامعة عين شمس. ونال إجازة الدكتوراه في علم الاجتماع ودكتوراه الدولة في الآداب من جامعة السوربون.
كان عبد الملك قد سبق أطروحة إدوار سعيد الشهيرة التي أوردها في كتابه "الاستشراق" عام 1978، من خلال مقالته "الاستشراق في أزمة" الذي نشره عام 1962، وقد أشار سعيد إلى أنه استفاد من رؤية عبد الملك النقدية للاستشراق. وقد سببت هذه المقالة عزلة عميقة لعبد الملك في الوسط الأكاديمي الغربي، إذ وجد صعوبة في نشر مقالاته العلمية.
يؤكد عبد الملك أن إهمال مفكّري الغرب لمقالته عن الاستشراق يعود إلى رفضه الشديد لـ"إسرائيل" كدولة عنصرية استيطانية.
فكان عبد الملك ثاني المفكرين الذين تمت دعوتهم عام 1978 إلى الصين، بعد أشهر من نهاية الثورة الثقافية وإقرار التوجه الجديد، الذي رفع لواءه سكرتير الحزب الشيوعي الصيني دنغ شياو بينغ. وكان يُستقبل في بكين استقبالاً مميّزاً كالرؤساء.
ركزت نظرية عبد الملك على ثلاث دوائر حضارية في العالم وهي: دائرة الحضارة الغربية الإمبريالية ومركزها الولايات المتحدة الأميركية، ودائرة الحضارة الغربية الاشتراكية ومركزها الاتحاد السوفياتي، ودائرة حضارة الشرق الاشتراكي ومركزها الصين.
يرى عبد الملك أن هنتنغتون، صاحب كتاب "صراع الحضارات"، يضع الحضارات على سلّم قيميّ، ويفضّل فيه الحضارة الغربية على الحضارات الأخرى، بينما في رأي عبد الملك كانت الحضارة الشرقية الصينية متفوّقة على الحضارة الغربية قبل العصر الحديث، وأن لا شيء يشير إلى أن المستقبل سيكون مختلفاً.