Dear nanna: شريط هندي يحتفي بالأب القدوة

كأن الفيلم الهندي الجديد: dear nanna، للمخرج آنجي سالادي، نموذج طبق الأصل عن الأفلام العربية في الستينات من القرن الماضي، لكثرة ما يحتويه من وعظ وإرشاد ومثالية في التعامل مع الأب بإعتباره قدوة حسنة مطلوب إحترامه وتكريمه والتشبه بأفعاله.

  • Dear nanna: الملصق
    Dear nanna: الملصق

يشير الفيلم في صدارة ملصقه إلى أنه أُنجز لمناسبة عيد الأب من دون تحديد موعده وما إذا كان في 21 حزيران/ يونيو كما نحتفل به نحن، لكن الأهم هو هذه الكمية من التقدير والاحترام التي يزخر بها الفيلم في تعاطيه مع صورة الأب ودوره وموقعه بين أفراد عائلته والالتزام المطلوب منهم في احتكاكهم به وتواصلهم معه، مع إظهاره غير مكترث لحاله طالما أنه يُسعد غيره.

  • جانب من العمل داخل الصيدلية
    الأب في البيت وفي الصيدلية

نحن إزاء عائلة هندية ميسورة صغيرة، مؤلفة من أبوين وشاب وحيد، يجسد أدوارهم: ياشنا موتولوري، فيناي نالاكادي، و شايتانيا راو. الأب يمتلك صيدلية صغيرة يخدمها بكل طاقته متعاملاً مع موظفين غير ملتزمين بالحضور، بينما الإبن الشاب وهو دمث مطيع لوالديه وعلى صداقة خاصة مع والده، لا يريد الالتزام بالعمل في الأدوية ومشتقاتها، بل هو يطمح لأن يكون شيف طهي مع ميله إلى ابتكار الأكلات الخاصة على الدوام يقدمها لوالديه ليأخذ رأيهما، لكن هذا الإصرار لم يكن نهائياً لأن الظروف الميدانية حتمت عليه تغيير موقفه.

  • صداقة بين الأب وإبنه، ورفقة دائمة
    صداقة بين الأب وإبنه، ورفقة دائمة

فيروس كورونا يضرب الهند كما العالم. الزوجة والإبن يحاولان إقناع سيد البيت أن عليه إقفال الصيدلية وأخذ إجازة تفادياً لإمكانية إصابته من تعاقب الزبائن على الصيدلية، وكان رده: وهل الجلوس في المنزل يُنهي خطر كورونا، وماذا يفغل المضطر للحصول على دواء من أين يأخذه. ورغم أن 3 موظفين لديه اعتذروا عن تأمين دوام مخافة الإصابة، إلا أن الأب واظب على الحضور وتأمين الطلبات ورغم كل وسائل الحيطة والحذر إلا أن المحظور حصل وأصيب الأب بالفيروس ونقل العدوى إلى زوجته، التي نجت بينما هو لم يلبث أن توفي.

  • مخرج الفيلم آنجي سالادي
    مخرج الفيلم آنجي سالادي

غيابه أحدث فراغاً في المنزل كما في يوميات العديدين الذين إعتادوا على لطف حديثه وإستعداده لفعل أي شيء كي يخدم الآخرين، ومن كثرة الكلام عن خصال وأفضال والده إنتبه الإبن إلى أهمية الرسالة التي رسخها الوالد وأراد أن يكرمه، فترك حلم الطبخ وإلتزم العمل من خلال ما بدأه والده الراحل، مصدّراً إسمه على واجهة الصيدلية كفعل تقدير لما تركه من صورة طيبة عن معنى خدمة الناس وسماع أدعيتهم بما يُسعد ويغبط كل إنسان، مع إستعراض ردات فعل الناس على المعاملة الإنسانية التي ميزت تصرفاته في حياته. 

الفيلم أخرجه آنجي سالادي، نص وإنتاج راكيش ماهانكالي، باشرت الصالات الهندية عرضه في 14 حزيران/ يونيو، وقد عرف إقبالاً لافتاً استمر على حرارته إلى اليوم، مع كتابات نقدية، حيّت المخرج والكاتب على توأمة مثالية بين النص المكتوب والمادة المصورة، مع لإشادة للكاستنغ الذي إختار أصحاب الأدوار الثلاثة في العائلة إضافة إلى الشابة الموعودة بالزواج والتي كانت نعم الدعم له في خياراته المهنية والعائلية.