28 years later: الأم محور ألم وأمل وغياب
أم على شفير الموت هي موضوع الفيلم الجديد للمخرج البريطاني المبدع داني بويل بعنوان: 28 years later، مع أجمل الوجوه الجديدة في لندن: جودي كومر، في دور قدمته على طبيعتها وأثبتت أنها رائعة في التجسيد والتفاعل.
-
ملصق الفيلم 28 years later
إنها إيلا – جودي كومر – المرأة التي تشكو من سرطان الثدي، ومع ذلك فهي تتجاوز أوجاعها وتهتم بوحيدها سبايك – آلفي ويليامس – الذي يأخذه والده جيمي – آرون تايلور جونسون – ناحيته ويتولى توجيهه ليكون صلباً في مواجهة المخاطر، لكن الفتى يمتلك عاطفة نبيلة تجاه والدته وهو يحاول تعويضها عدم إهتمام الزوج بعلاجها مدعياً أنه لا يوجد طبيب في المقاطعة التي يقطنون فيها فقد مات معظمهم بالفيروس القاتل الذي أصابها.
-
الأم إيلا تتوسط نجلها سبايك والطبيب كلسون
الفيروس أصاب ألاف الأشخاص وحوّلهم إلى مخلوقات أقرب إلى الزومبي تنتشر في كل مكان وتقدم على إيذاء كل من تجده سليماً من العدوى، في وقت يكون فيه جيمي قد جهّز سبايك، لرحلة في الغابة يعلّمه خلالها كيف يدافع عن نفسه ويبقى على قيد الحياة، رغم كل المخاطر التي تواجهه.
ويقوم الأب بصدّ أكثر من اعتداء يشنّه الملوثون بالفيروس ويسقط منهم العشرات، وتكون مفاتحة بين الإبن ووالده فيبلغه أنه يتهمه بتجاهل مرض والدته حتى تموت ويرثها.
-
جيمي وهو يدرب إبنه على الرماية بالقوس
سبايك يترك والده ويعود ليلازم أمه ويلبي طلباتها بينما هي طريحة الفراش لا تقوى على الحركة، ويتمكن من نقلها إلى منطقة قريبة تتوفر فيها إمكانية العثور على طبيب معروف يعيش حياة بوهيمية يدعى الدكتور كيلسون – الرائع رالف فينيس – يبلغه بحال والدته ويتمنى عليه بإلحاح معالجتها رغم قراره بعدم ممارسة الطب مجدداً، يرضخ الطبيب ويُجري كشفاً عليها ليؤكد لـسبايك أنّ إصابتها بالسرطان متقدمة وأنها ستموت قريباً.
-
المخرج الإنكليزي داني بويل
وقبل وفاتها أصرّت إيلاّ على إنقاذ إمرأة ملوثة وهي تعاني من أوجاع أعراض الولادة فتنقذها وتساعدها على الولادة، فتنجب بنتاً، ويقوم أحد المسلحين بقتل الأم تفادياً للعدوى، ولا يتمكن من قتل المولودة التي تحملها إيلا وتغادر بها لحمايتها، لكنها تسقط جثة هامدة من تداعيات مرض السرطان الذي فتك بها، فيأخذ سبايك المولودة ويضعها في عهدة والده ويغادر مسرعاً، بينما يحمل جمجمة أمه ويجعلها على رأس هرم الجماجم الذي يشرف عليه كيلسون.
مناخ ميلودرامي قاتم لم نعتده مع أفلام داني بويل، لكنه يحمل بذرة أمل بالخير من جيل تتحرك فيه عاطفة حقيقية بالإنتماء إلى كيان الأم دعماً في الحياة ووفاء لذكرى رحيلها، في شريط مدته ساعة و55 دقيقة، عن نص صاغه: آليكس غارلاند، وصُور في جزيرة هولي البريطانية بميزانية 60 مليون دولار، جنى منها من صالات العالم نحو 138 مليوناً منذ العشرين من حزيران/يونيو الماضي.