"باي باي طبريا": فلسطين حيّة مع أجيال القضية

هو فيلم وثائقي روائي يحمل في متنه قضية فلسطين منذ ما قبل النكسة عام 1948 راصداً حضور الاستعمار الإنكليزي ثم إحتلال العصابات المسلحة وكيفية تفاعل الفلسطينيين مع التطورات من خلال سيرة الممثلة هيام عباس بكاميرا إبنتها لينا سويلم.

  • "باي باي طبريا":الملصق

  "باي باي طبريا" للمخرجة الفلسطينية لينا سويلم، عرضته جمعية متروبوليس في مركزها الجديد بمنطقة مار مخايل – شرق بيروت، مساء الجمعة في 4 نيسان/ إبريل الجاري، كأول عرض خيري للأفلام  تنظمه منظمة تحدي، وهو يمثل خلطة سحرية تجمع الروائي مع الوثائقي ليخرج بحصيلة إنسانية حية تنبض بذاكرة خصبة عن الوطن فلسطين، عن الناس الذين شكلوا المجتمع المتماسك الذي يرفض محو ذاكرته ويتحرك في أي مكان في العالم وبيده مفتاح بيته في فلسطين والوعد بالعودة وإسترجاع الحق بعد طول صبر ونضال وتضحيات تهون مهما بلغت في سبيل ما يمثله الوطن من عزة وكرامة وشرف.

  • الأم أمام الكاميرا والإبنة خلفها
    الأم أمام الكاميرا والإبنة خلفها

 ولأن حكاية الفنانة الفلسطينية هيام عباس قريبة في روحها ومغزاها إلى نبض القضية الفلسطينية التي تتمسك بالهوية وتحضر في كل المجتمعات وفوق كل المنابرلمناصرة الحق وإسترجاعه من مغتصبيه، جاءت فكرة فيلم: باي باي طبريا، لسرد مراحل من عمر المعاناة الفلسطينية على مدى عمر القضية من خلال الممثلة هيام الحاضرة واللامعة في السينما العالمية، مع إبنتها المخرجة وكاتبة السيناريو لينا سويلم، لتأتي النتيجة مبهرة ومعززة بروح هيام وعفويتها وقدرتها على رسم أوضح المعالم لحقب القضية بأسلوب جاذب وسهل.

  • المخرجة لينا سويلم
    المخرجة لينا سويلم

 فمن خلال واحدة من زياراتها المتقطعة لأفراد عائلتها في فلسطين ولقاءاتها المتعددة بهم نتعرف على جوانب كثيرة تمس القضية في جوهرها لجهة الأماكن، والأشخاص ومعالم الذكريات إضافة إلى المشاهدات التي توثق ماإقترفه الصهاينة جيلاً بعد جيل  في بنية فلسطين. وقد إعتمدت المخرجة أسلوباً متدفقاً في الأحداث سمح بأخذ أكبر قدر من مخزون جعبة الذكريات لدى الفنانة عباس التي أضفت مناخاً لامعاً من حُسن الأداء والتصرف على طبيعتها في الكلام عن والديها وجوانب من حيثيات صباها في فلسطين حيناً وفي لندن حيناً آخرمتوقفة عند جدتها التي كانت جميلة في صباها كما في سنها المتقدم والكثير من الحكايات عن مجتمع الأربعينات في فلسطين.

واستخدم الشريط مشاهد وثائقية لأرتال من الجيش الإنكليزي المستعمر، ثم للعصابات "الصهيونية" المسلحة التي هاجمت المواطنين الفلسطينيين الآمنين ثم مرور آلياتهم في القرى والمسلحون برفعون شارات النصر، هذا إضافة إلى مشاهد لطبيعة حركة الناس  في الشوارع والأسواق وعند حدود المناطق المختلفة بينما تطل هيام من بحيرة طبريا عام 1992 لتؤشر على حدود فلسطين مع لبنان وسوريا والأردن.

 الفيلم مثّل فلسطين العام الماضي في مسابقة أوسكار أفضل فيلم عالمي.

اخترنا لك