علي الوردي.. صاحب أطروحة "نظرية المعرفة عند ابن خلدون"
تنبأ له رئيس جامعة تكساس عند حصوله على الدكتوراه بمستقبلٍ علميٍ باهر، قائلاً له: "أيها الدكتور الوردي، ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع".
ولدَ عالمُ الاجتماعِ العراقيُ الدكتور علي الوردي في بغدادَ في عامَ ألفٍ وتسعِمئة وثلاثةَ عشرَ.
في دراستِه الثانويةِ، حصلَ على المرتبةِ الأولى في العراقِ، فأُرسلَ في بَعثةٍ دراسيةٍ إلى الجامعةِ الأميركيةِ في بيروتَ لدراسةِ علمِ الاجتماعِ، ثم أرسلَ في بَعثةٍ أخرى إلى جامعةِ تكساس، حيثُ نالَ الماجستير عامَ ألفٍ وتسعِمئة وثمانيةٍ وأربعين 1948 عنْ رسالتِه في "سوسيولوجيا الإسلام"، وحصلَ على درجةِ الدكتوراه عامَ ألفٍ وتسعِمئة وخمسين 1950 عنْ أطروحتِه المعنونةِ: "نظريةُ المعرفةِ عندَ ابن خلدون".
تنبأَ لهُ رئيسُ جامعةِ تكساس عندَ حصولِه على الدكتوراه بمستقبلٍ علميٍ باهرٍ، قائلاً له: "أيها الدكتور الوردي، ستكونُ الأولَ في مستقبلِ علمِ الاجتماعِ".
تأثرَ الوردي بابنِ خلدون ونظريتِه التي تحملُ اسمَ "صراعِ البداوةِ والحضارةِ"، فطوّرَها بصياغةٍ جديدةٍ.
كانَ أولَ عالمِ اجتماعٍ يدرسُ المجتمعَ العراقيَ دراسةً اجتماعيةً. أشارَ إلى أنَ انصهارَ البدوِ المهاجرينَ ودمجَهم مع السكانِ الذين سبقوهم بالاستقرارِ والتحضرِ في العراقِ أنشأ لديهم قيمتَين؛ قيمةً حضريةً وقيمةً بدويةً، فالعراقيُ ينادي بقيمِ الكرامةِ والغلبةِ، ولكنَّ حياتَهَ تجبرُه على مراعاةِ قيمِ التحضرِ.
ألّفَ الوردي ثمانيةَ عشرَ كتاباً، وتركَ الكثيرَ منَ الأبحاثِ في قسمِ علمِ الاجتماعِ في جامعةِ بغداد.
توفيَ في الثالثَ عشرَ 13 من تموز/يوليو عامَ ألفٍ وتسعِمئة وخمسةٍ وتسعين 1995، إثرَ إصابتِه بمرضِ السرطانِ.