طهران تحتفي بالفنانة منصورة عليخاني
فنانون يكرّمون التشكيلية الإيرانية منصورة عليخاني، التي استشهدت في العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، ويفتتحون معرضاً يضم 25 لوحة للفنانة عليخاني.
-
اختُتم الحفل بافتتاح معرض يضم 25 لوحة للفنانة عليخاني ويستمر حتى 6 آب/أغسطس المقبل
اجتمع فنانون وعائلة التشكيلية الإيرانية، منصورة عليخاني، التي استشهدت في العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، في مكتب الفنون التابع لمنظمة نشر الفكر الإسلامي في طهران، "لتكريم فنانة استثنائية انتهت حياتها بشكل مأساوي"، وفق ما أوردته صحيفة "طهران تايمز".
ولم يقتصر حفل التكريم على الاحتفاء بإنجازات عليخاني الفنية، بل "سلّط الضوء أيضاً على إيمانها الراسخ، وشجاعتها، والتزامها بالقضايا الاجتماعية، مجسّدة بذلك روح الإنسان المؤمن والحرّ".
وشهد الحفل حضور شخصيات بارزة من الأوساط الثقافية والفنية، إضافة إلى فنانين وأصدقاء وأفراد من عائلتها. وافتُتِح الحفل بكلمات استعرضت حياتها ومسيرتها الفنية والأثر العميق الذي تركته في من حولها.
هكذا تحدّث الرسّام، كاظم شاليبا، عن جوهر شخصية عليخاني، مشدّداً على أنّ "حياة الإنسان محدودة"، وأنّ حياة عليخاني "كانت تجسيداً لقيمة استثمار الوقت في خلق أعمال تحمل المعنى وتسعى لاكتشاف الذات".
وأضاف: "كانت إنسانة ذات شخصية متميّزة، لم تضيّع وقتها، وأبدعت أعمالاً هادفة عكست سعيها نحو المعنى".
كما سلّط الضوء على التزامها الجاد بفنّها، مشيراً إلى آخر أعمالها وهو رسم حول عاشوراء، كمثال على سعيها نحو التعبير العميق، مؤكّداً أنّ عليخاني "كانت باحثة عن المعنى ومؤمنة حقيقية". شاليبا أمل أيضاً في إصدار كتاب شامل يجمع أعمال عليخاني وتحليلات لنهجها الفني.
أما الفنان والصحافي، علي ميرفتاح، فتناول التحوّل في النظرة الثقافية لمفهوم الشهادة في إيران، مشيراً إلى أنّ "نظرة المجتمع في ثمانينيات القرن الماضي كانت تنظر إلى الشهادة بعين الفخر، ولكنّ هذه الرؤية بدأت تتلاشى"، معتبراً أنّ الحرب الأخيرة مع "إسرائيل"، شكّلت "نقطة تحوّل أعادت إحياء الشعور الجمعي بروح الشهادة وتأثيرها المستمر".
من جانبها، أكدت نادرة رضائي، نائبة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية، أهمية الاستثمار في الطاقات الإبداعية، مذكّرة باستشهاد أكثر من 40 فناناً.
وأضافت أنّ "الفن وسيلة لاستمرار الحياة والذاكرة. ويجب أن تلهمنا تضحياتهم لتغذية مشهد ثقافي نابض بالحياة يكرّم إرثهم."
وشدّدت رضائي على "أهمية رواية تاريخ الدفاع الإيراني من خلال الفن. ففي الثمانينيات، شكّلت جهود الفنانين والروائيين حجر الأساس لسردية الحرب التي استمرت 8 سنوات. واليوم، يجب أن تتطوّر هذه الرواية، وعلى الفنانين أن يؤدّوا دوراً محورياً في صياغة سرد صادق لتاريخنا".
وأكدت أنّ "العدو ينفق ملايين الدولارات لتشويه قصتنا، وأدعو جميع الفنانين إلى استخدام كل أداة متاحة لديهم لخلق روايات توصل صوت براءة إيران إلى العالم، وتعزّز وحدتنا الوطنية".
أما الفنانة صديقه سلمان، فتحدّثت عن شخصية عليخاني ومسيرتها الفنية، قائلة: "على مرّ السنين، رأيت كيف نمت منصورة لتصبح فنانة مخلصة ومتواضعة ومجتهدة. شاركت في العديد من المعارض، وتعاونت مع شخصيات بارزة. وكانت أعمالها تعكس همومها الاجتماعية وحبّها للثقافة الإيرانية، خاصة في ما يتعلّق بالنساء والأطفال".
واختُتم الحفل بافتتاح معرض يضمّ 25 لوحة للفنانة عليخاني ويستمر حتى 6 آب/أغسطس المقبل.
ويعرض المعرض تطوّر تجربتها الفنية، ويضمّ أعمالاً تتناول الثقافة الإيرانية والقضايا الاجتماعية والتضحيات.