سيِّدي موسى

بعباءة سيّدي موسى طيّبتُ كفّيَّ والأحلام والأيام.

  • سيِّدي موسى

يا إمامَ الجنوبِ والوطنْ 

ويا وجهَ السَّما

وبَسمةَ الزَّمنْ.

إليكَ سيِّدي وَجَعُ البحرْ

وإليْكَ أجْراسُ كنائسِ صورَ الحزينهْ

ومآذنُ مساجدِنا المُوشَّحةُ بجرحِ الشَّمسْ.

**

سيِّدي موسى

أيُّها الحُلمْ

فتَحْتُ عينيَّ، فما وجدْتُكْ

فرَكْتُهُما، فاستذْكرْتُ أنِّي لَمحْتُ: 

نوراً، وعباءةً تفرشُ الأرضْ

وأطرافُها حدودُ الغيمْ.

سيِّدي موسى 

أيُّها الحُلمْ

اِستذْكرْتُ مُدُناً

مررْتَ بها

سكنْتَ

صلَّيْتَ

شَرِبَتْ ماءَ العِزْ 

ونما فيها شُعُورُ السُّمُوْ

اِستذكرْتُ طُرقاتٍ 

عَبَرْتَ عليها

كانتْ تخْجلُ منْ دمعِ الفقراءْ

مِنَ المحرومينْ

مِنْ بُؤسِ المستضعفينْ

تَخْجلُ منْ أُمَّهاتٍ يَغصُصْنَ منْ قصر أيديهنْ

يعصرْنَ أرواحَهُنْ

تنكسرُ  قُلوبُهُنْ

ولا حولَ لهُنْ

تخْجلُ 

تخْجلُ

اِستذْكرْتُ دروباً ضيِّقةً

وصارَتْ منْ لمسةِ قدمِكْ

تخْضرُّ 

تَخْضرُّ

وكيفَ لا؟

فيها مرَّ خُضْرُ الحياهْ

فيها الزُّهُوْ

**

بعباءةِ سيِّدي موسى

طيَّبْتُ كفَّيَّ

والأحلامَ 

والأيَّامْ

وضمَّخْتُ وجهي، وتباركْتُ

وشَمَمْتُ وشمَمْتُ...

فَعَبَقُ السَّما فيها

ومِسْكُ الجنَّةِ

وروائحُ تتضوَّعُ 

تتنوَّعُ

**

يا ويلَهُمْ

كيفَ تجرَّأتْ يدُهُمْ

على تغييبِ سيِّدي

يا ويْلَهُمْ

الزَّمانُ يسخطُهمْ

على فِعلتِهِمْ

وسيبقى يلعنُهمْ، ويلحقُهُمْ

على فِعْلَتِهِمْ

يا ويْلَهُمْ

**

يا إمامَ الجنوبِ والوطنْ

انظرْ، إنَّهُمْ فُرسانُ الجنوبْ

عِنْدَ القِبْلةْ

عِنْدَ الحُدودْ

إنَّهمْ شُهودْ

أُسودْ

يشُدُّونَ على الزِّنادْ

يُرْعبونَ الأوغادْ 

إنَّهُمْ فِتيةٌ آمنوا بربِّهمْ”

فزادَهُمْ إيمانا"

إنَّهُمْ فتيةٌ تنتظرُهُمُ القدسُ

بذرْتَ فيهمِ بِذارا     

غّدّتْ سنابلَ قمْحٍ ترقصُ في سُهولِ العِزْ